اسم الله المقيت1
Manage episode 329195368 series 2979995
إن الله -تعالى- هو المقيت، ومعنى المقيت: خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فالمقيت -سبحانه- هو القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، يصرَّف الأقوات بين جميع المخلوقات كيف يشاء، فهو -سبحانه- من أعطى كل إنسان وطير وحيوان قُوته على مر الأوقات، وهو الذي جعل في كل بلدة من المنافع والمكاسب والثمار ما لم يجعله في الأخرى؛ ليتبادل الناس حاجاتهم ومنافعهم، قال -تعالى-: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت:10].
وقد امتن المقيت -سبحانه- على عباده بأنواع رزقه الواصلة إليهم، فقال -عز من قائل-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [عبس:24-32]؛ فكما تكفل المقيت -عز وجل- بكامل الرزق للإنسان والحيوان، فقد تكفل المقيت -سبحانه بقوت القلوب من المعرفة والإيمان والسعادة والأمان.
وبهذا المعنى فالمقيت يكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه؛ إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت.
أما المعنى الثاني لاسم الله المقيت فهو: المستولي على الشيء القادر عليه، وعلى هذا يكون معنى قول الله -عز وجل-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء:85]؛ أي: مقتدرًا ومجازيًا، وهو من "أقات على الشيء" أي: قدر عليه، قال الزبير بن عبد المطلب:
وذي ضغن كففت الشر عنه *** وكنت على إساءته مقيتًا
أما المعنى الثالث لاسم الله المقيت فهو: الحافظ الحفيظ الذي أحاط بالعباد علمًا بأحوالهم وأفعالهم ونياتهم، القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، وهو المغيث لعباده في الشدائد إذا دعَوه، ومجيبهم ومخلّصهم، وعلاقة الحفيظ بالمقيت: أن المقيت مشتق من القوت، والقوت معناه: مقدار ما يحفظ الإنسان.
202 حلقات