المنظومة الصحية البريطانية

ريبورتاج

كم كانت عزيزة على البريطانيين منظومتهم الصحية التي أسسوها قبل خمسة وسبعين عاما بعد طول نضال إلى أن صارت مكسبا جماهيريا.
ولكنهم غير راضين على أدائها اليوم خاصة بعد تجربة التصدي لجائحة كورونا بل وبلغ رضاهم عنها أدنى مستوى له في استطلاعات الرأي ما أسال الكثير من الحبر في وسائل الاعلام.

صار تقريبا اشكالا الحصول على موعد لمقابلة طبيب عام، فنسبة المنتظرين لأكثر من أربعة أسابيع في ارتفاع مستمر

ناهيك عن قوائم الانتظار لأجل اجراء عمليات جراحية حساسة فهذه سجلت رقما قياسيا تجاوز السبعة ملايين منتظر لهذا السبب ولأسباب كثيرة فإن رضا البريطانيين عن منظومتهم الصحية هو الآن في أدنى مستوى.

جولي مواطنة بريطانية: والدتي توفيت مؤخرًا فقد أعيدت من المستشفى إلى بيتها دون أي مخطط للرعاية...لا شيء ... حدث هذا قبل ستة أسابيع عندما أصيبت بكسر في حوضها ...المشكل أنه لا توجد طواقم كافية وهناك مشكل تواصل بين مختلف الطواقم ...لا يوجد ما يكفي من الأطباء ولا ما يكفي من الأسرة.

الدكتور عبد الكريم قزيز المختص في طب الأوبئة يفصل في أسباب تدني الرضا عن المنظومة الصحية البريطانية.

في المقابل هناك من يرجع تدني رضا الجمهور إلى عدم فهمه للتطور الإلكتروني الذي عرفه ميدان الاستشارة الطبية منذ جائحة الكوفيد، حسب الطبيب العام وفيق مصطفى.

ومن الجمهور من لا يفهم أصلا عدم الرضا على المنظومة الصحية

المتدخل الرابع: لقد قضيت ثلاثة أشهر في المستشفى وقد خرجت من المستشفى منذ أسبوع ...لم أر شيئا يسيء إلى المنظومة الصحية فقد تلقيت معاملة جيدة ...لهذا أنت تراني أسير اليوم على قدمي.

بالنسبة لقوائم الانتظار أنا من المنتظرين لأجل علاج في الكلية يتطلب مني الأمر ثلاث إلى أربع ساعات انتظار

وصار ملف المنظومة الصحية بحكم قرب موعد الانتخابات العامة على رأس أجندة كل الحملات الانتخابية.

المتدخل الخامس

لا أعتقد أن بإمكان السياسيين أن يفعلوا شيئا لإصلاح الأمر، فكما سمعت من أصدقائي، هناك الكثير من المشاكل التي تدور حول التسيير، كالعلاقة بين الاستقبال ومرضى الحالات الاستعجالية ...

لا أعتقد أن بإمكان السياسيين أن يفعلوا شيئا فهذا مشكل بداخل المنظومة الصحية وفي هيكلية إدارة موظفيها.

وتغيير الطريقة التي تدير بها المنظومة الصحية موظفيها يتطلب البديل يقول البعض، أي الخوصصة بطريقة أو بأخرى وهذا ما لم تجرؤ عليه أي حكومة لحد الآن.