انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !
ماريز كوندي، كاتبة الألم الأسود
Manage episode 411089310 series 2042293
نخصص حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قرأنا لكم" للكاتبة الغوادلوبية ماريز كوندي التي رحلت عن عالمنا مؤخرا عن سن تناهز التسعين عاما مخلفة وراءها منجزا روائيا ومسرحيا غزيرا انصب في مجمله على مواضيع العبودية في افريقيا والارث الاستعماري ومآسي العنصرية واستكشاف هويات شعوب الهند الغربية وجزر الأنتيل والكاريبي.
روايتها الأخيرة "الانجيل حسب العالم الجديد" وصلت العام الماضي الى القائمة القصيرة لجائزة "بوكر" الدولية للرواية المترجمة. كما أنها حازت على العديد من الجوائز العالمية من أبرزها الجائزة البديلة لجائزة نوبل للآداب عام 2018 عن روايتها "في انتظار الطوفان"
وقد وصفت لجنة نوبل البديلة روايات ماريز كوندي بانها "تسرد ويلات الاستعمار وفوضى ما بعد الكولونيالية بلغة دقيقة وبالغة التأثير على حد سواء، وهي تستحضر في رواياتها الأموات إلى جانب الأحياء في عالم يتم فيه تناول النوع والعرق والطبقة الاجتماعية باستمرار في قوالب جديدة".
واذا كانت هذه الرواية تنتقل بالقارئ بين افريقيا ومجموعة من الجزر مثل هايتي وغوادلوب فقد تطرقت أيضا الى معاناة الفلسطينيين عبر شخصية فؤاد وهو لاجئ فلسطيني انتقل من المخيمات اللبنانية الى هايتي هربا من ويلات الحرب الأهلية في لبنان ومأساة مجزرة صبرا وشاتيلا وحياة التشرد والضياع التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
ماريز كوندي ولدت في 11 فبراير عام 1937 في كنف عائلة متوسطة وعاشت في عدة بلدان افريقية منها غينيا. وفي السنغال التقت شريك حياتها ريتشارد فيلكوكس الذي صار لاحقا مترجم أعمالها الى الإنجليزية كما أنه كان هو من يعينها على الكتابة عن طريق الإملاء بعدما فقدت بصرها في السنوات الأخيرة.
وانتقلت كوندي الى باريس عام 1970 لمواصلة الدراسة وانجزت أطروحة دكتوراه في الآداب في باريس عام 1976 بعنوان "الصورة النمطية للسود في أدب غرب الهند في غوادلوب ومارتينيك"
وولجت كوندي عالم الشهرة الأدبية برواية من جزئين صدرا عام 1984 و1985 بعنوان "سيغو" ولاقت نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري وتدور أحداثها حول أفول امبراطورية بامبارا التي ازدهرت في مالي في القرن الثامن عشر واندثرت مع حلول الاستعمار الفرنسي.
وقررت كوندي في نهاية الثمانينيات العودة الى مسقط رأسها في غوادلوب ونشطت بقوة كواحدة من دعاة استقلال الجزيرة عن فرنسا. ثم غادرتها لاحقا لتعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حيث اشتغلت في التدريس الجامعي ونذرت نفسها للتعريف بالأدب الافريقي كما أسست مركزا للدراسات الفرنكوفونية في جامعة كولومبيا في نيويورك وصارت شخصية ثقافية معروفة في الوسط الأمريكي.
وكل كتاب وأنتم بخير...
199 حلقات
Manage episode 411089310 series 2042293
نخصص حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قرأنا لكم" للكاتبة الغوادلوبية ماريز كوندي التي رحلت عن عالمنا مؤخرا عن سن تناهز التسعين عاما مخلفة وراءها منجزا روائيا ومسرحيا غزيرا انصب في مجمله على مواضيع العبودية في افريقيا والارث الاستعماري ومآسي العنصرية واستكشاف هويات شعوب الهند الغربية وجزر الأنتيل والكاريبي.
روايتها الأخيرة "الانجيل حسب العالم الجديد" وصلت العام الماضي الى القائمة القصيرة لجائزة "بوكر" الدولية للرواية المترجمة. كما أنها حازت على العديد من الجوائز العالمية من أبرزها الجائزة البديلة لجائزة نوبل للآداب عام 2018 عن روايتها "في انتظار الطوفان"
وقد وصفت لجنة نوبل البديلة روايات ماريز كوندي بانها "تسرد ويلات الاستعمار وفوضى ما بعد الكولونيالية بلغة دقيقة وبالغة التأثير على حد سواء، وهي تستحضر في رواياتها الأموات إلى جانب الأحياء في عالم يتم فيه تناول النوع والعرق والطبقة الاجتماعية باستمرار في قوالب جديدة".
واذا كانت هذه الرواية تنتقل بالقارئ بين افريقيا ومجموعة من الجزر مثل هايتي وغوادلوب فقد تطرقت أيضا الى معاناة الفلسطينيين عبر شخصية فؤاد وهو لاجئ فلسطيني انتقل من المخيمات اللبنانية الى هايتي هربا من ويلات الحرب الأهلية في لبنان ومأساة مجزرة صبرا وشاتيلا وحياة التشرد والضياع التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
ماريز كوندي ولدت في 11 فبراير عام 1937 في كنف عائلة متوسطة وعاشت في عدة بلدان افريقية منها غينيا. وفي السنغال التقت شريك حياتها ريتشارد فيلكوكس الذي صار لاحقا مترجم أعمالها الى الإنجليزية كما أنه كان هو من يعينها على الكتابة عن طريق الإملاء بعدما فقدت بصرها في السنوات الأخيرة.
وانتقلت كوندي الى باريس عام 1970 لمواصلة الدراسة وانجزت أطروحة دكتوراه في الآداب في باريس عام 1976 بعنوان "الصورة النمطية للسود في أدب غرب الهند في غوادلوب ومارتينيك"
وولجت كوندي عالم الشهرة الأدبية برواية من جزئين صدرا عام 1984 و1985 بعنوان "سيغو" ولاقت نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري وتدور أحداثها حول أفول امبراطورية بامبارا التي ازدهرت في مالي في القرن الثامن عشر واندثرت مع حلول الاستعمار الفرنسي.
وقررت كوندي في نهاية الثمانينيات العودة الى مسقط رأسها في غوادلوب ونشطت بقوة كواحدة من دعاة استقلال الجزيرة عن فرنسا. ثم غادرتها لاحقا لتعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حيث اشتغلت في التدريس الجامعي ونذرت نفسها للتعريف بالأدب الافريقي كما أسست مركزا للدراسات الفرنكوفونية في جامعة كولومبيا في نيويورك وصارت شخصية ثقافية معروفة في الوسط الأمريكي.
وكل كتاب وأنتم بخير...
199 حلقات
كل الحلقات
×مرحبًا بك في مشغل أف ام!
يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.