صحيفة لاكروا: أطفال غزة المجهولون

قراءة في الصحف الفرنسية

تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 28ديسمبر/كانون الأول 2024 عدة مقالات من بينها مقال عن انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار في الجولان وموضوع عن مخاوف الطائفة العلوية بسوريا من اعمال انتقامية ضدها.

صحيفة لوفيغارو: السوريون في مرتفعات الجولان قلقون بشأن تواجد الجيش الإسرائيلي

افادت صحيفة لوفيغارو ان الجيش الإسرائيلي يتقدم داخل الأراضي السورية في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تشرين الأول/أكتوبر 1973. فعلى طول 80 كيلومترًا من الحدود المشتركة، يحتل الجيش الإسرائيلي الآن عشرات القرى الدرزية والسنية. "

ونقلت اليومية الفرنسية عن الناطق باسم القوات الاممية قوله: " إننا شهدنا منذ 7 ديسمبر/كانون الأول، توغلات للجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة حيث لا يزال من الممكن رؤيتها. وأي وجود عسكري غير مرخص به من قبل الأمم المتحدة يعد انتهاكا لاتفاق 1973".

وفي يوم الجمعة الماضي، أصيب الشاب ماهر الحسام من إحدى القرى الحدودية في ساقيه برصاصة إسرائيلية. ووقع الحادث خلال مظاهرة عفوية قام بها مزارعون من حوض اليرموك على الطريق المؤدي إلى الموقع الذي تحتله إسرائيل.

ويقول أحد السكان لصحيفة لوفيغارو: "إنهم يستغلون تغير النظام في سوريا لاحتلال مناطق جديدة، يقولون إنه مؤقت، ولكني لا أثق بهم، سيجبروننا على المغادرة كما فعلوا في الجزء الذي ضموه من الجولان”

ووفقا لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، تم رفع العديد من الأعلام الإسرائيلية على ثلاثة مواقع في المنطقة منزوعة السلاح منذ 7 ديسمبر. كما أعطت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لمشروع بقيمة أحد عشر مليون 11 مليون دولار يهدف إلى مضاعفة وجود المستوطنين اليهود في الجولان المحتل. وهو إجراء يدعمه العديد من الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بما في ذلك بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن جفير، المدافعين المتحمسين للتوسع الإقليمي الإسرائيلي في المنطقة.

واوضحت صحيفة لوفيغارو ان أحمد الشرع، سيد دمشق الجديد، يسعى حتى الآن إلى تجنب التصعيد العسكري مع اسرائيل، وادان "التهديد غير المبرر بالتصعيد في المنطقة". وترجع اصول عائلة أحمد الشرع إلى الجولان، وهي المنطقة التي اضطر والداه إلى مغادرتها بعد هزيمة عام 1967.

صحيفة لومند: بالنسبة للعلويين في سوريا، "فرار بشار الأسد هو خيانة للطائفة"

تقول صحيفة لومند إنه مع سقوط النظام السوري لبشار الاسد، تخشى الأقلية العلوية، التي تنحدر منها عشيرة الدكتاتور، من التعرض للعقاب بشكل عشوائي على جرائم النظام، وخاصة تلك التي ارتكبت منذ الحرب الأهلية عام 2011.

وتابعت صحيفة لومند ان العلويين، الذين كان نظام الأسد وحزب البعث، يفضلهم على بقية الطوائف الاخرى كانوا يشكلون غالبية قواته المسلحة وإدارته.

لكن بالنسبة للكثيرين من العلويين، كان ذلك مجرد عمل بأجر زهيد أو خدمة اجبارية في جيش الأسد، في حين هناك من كان يعمل في أجهزة أمن النظام او ضمن ميليشيات تسمى بالشبيحة.

واوضحت صحيفة لومند ان رئيس الادارة السورية الجديدة احمد الشرع قدم تعهدات الحماية لهم، ووعد رئيس الوزراء الانتقالي محمد البشير، بعودة جميع الموظفين إلى وظائفهم، “باستثناء من تلطخت أيديهم بالدماء داخل المؤسسات العسكرية والشبيحة، الذين سيتم تقديمهم إلى العدالة.

وتابعت اليومية الفرنسية ان هذه الضمانات لم تكن كافية لتبديد خوف العلويين، الذين يخشون أن يكونوا هدفا للانتقام من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد، ولاسيما ان شبكات التواصل الاجتماعي تنشر العديد من الحوادث التي تستهدف الطائفة العلوية، على غرار عمليات الحرق، والنهب، والاعتقالات، والانتهاكات.

واضافت صحيفة لومند أن الممثلين الدينيين العلويين بعد ان كانوا مهمشين في عهد نظام الأسد، يعملون اليوم كوسطاء بين السلطات الجديدة ومجتمعهم.

واكد الشيخ راجي ناصر للصحيفة الفرنسية قائلا: “لا نعرف شيئاً عن الذين ارتكبوا الجرائم والمجازر لصالح النظام السابق، لا يقتصر الأمر على العلويين فحسب، بل هناك أشخاص من جميع الطوائف، ونحن ندين كافة الجرائم التي حدثت، لقد استخدم النظام الطائفة العلوية للبقاء في السلطة، لكنه لا يمثلنا".

صحيفة لاكروا: أطفال غزة المجهولون

تقول صحيفة لاكروا إنه منذ بداية الحرب في غزة، انفصل 17,000 ألف طفل من سكان غزة عن عائلاتهم ومن بينهم اطفال فقدوا هويتهم. يعمل الأطباء والعاملون في المجال الإنساني على العثور على عائلات اطفال بات يطلق عليهم اسم "أطفال الأنقاض".

ورافقت صحيفة لاكروا محمد لباد في رحلة بحثه ولقاءه ابنته جانا التي فقدها خلال قصف اسرائيلي.

ووفقاً لليونيسيف، قُتل أكثر من 14 ألف طفل منذ بداية الحرب في غزة، وأصبح 17 ألفاً " منفصلين" عن عائلاتهم. بعضهم ليس له هوية، ويقول الطبيب ناصر بلبل، الذي يعمل في مستشفى ناصر في خان يونس: "لقد رأيت العديد من الأطفال الرضع بدون هوية في المستشفى، فقد وجدهم رجال الإنقاذ بين الأنقاض بعد القصف، ووصلوا الى المستشفى بدون هوية، لأنه لم يكن هناك من الناجين حولهم".

واوضحت صحيفة لاكروا أن رجال الإنقاذ عندما ينقذون طفلا في موقع القصف، يكتبونه على الفور على بطن الطفل، "مجهول". وأطلق عليهم الطبيب ناصر لقب "أطفال الانقاض".

من بين المعجزات التي تحدث عنها الطبيب، نجاة طفلة صغيرة مجهولة الهوية الربيع الماضي، عثر عليها رجال الإنقاذ معلقة على شجرة، حيث ألقى بها انفجار ناتج عن القصف، وهي حاثة لايزال لم يصدقها طبيب ناصر لكنها تعبر عن صورة لإصرار الحياة. وفيما يتعلق بـ "أطفال الانقاض"، يعتقد الطبيب ناصر بلبل أنه "سيتعين إجراء اختبارات الحمض النووي، وعلى نطاق واسع، بعد الحرب".