Artwork

المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.
Player FM - تطبيق بودكاست
انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !

سناء العاجي الحنفي: إلى متى نلوم ضحايا العنف؟

2:59
 
مشاركة
 

Manage episode 522093428 series 2987416
المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.

هناك جرائم تفضح بوجع نظرتنا للمرأة والطفلة وحقّهما في العيش بأمان. من بينها، جريمة الطفلة المصرية التي ذهبت إلى المسبح لتمارس السباحة، فعادت مقتولة إثر اغتصاب أدى إلى وفاتها.

لكن جزءاً كبيراً من الرأي العام لم يرَ في ذلك ما يكفي لإدانة الجاني… فاختار الطريق الأسهل: محاكمة الأم.

تعليقات من قبيل: "لماذا ألبستها مايوه؟"، "لماذا أخذتها لمسبح مختلط؟". وكأن الطفلة أخطأت لأنها أرادت أن تلعب، وكأن الأم ارتكبت جريمة حين سمحت لابنتها بأن تمارس نشاطاً عادياً تماماً… نشاطاً يمارسه الأطفال في كل العالم.

هذا المنطق ليس مجرد تعبير عن جهل، بل جزء من ثقافة تبرّر العنف ضد النساء والفتيات. ثقافة تبحث دائماً عن مبرّر لإدانة الضحية، وتمنح المعتدي تخفيفاً أخلاقياً تحت ذريعة "الإغراء" أو "الاختلاط" أو "اللباس". كأن الذكور محرومون من القدرة على اتخاذ قرار، وكأن مسؤوليتهم الأخلاقية تسقط بمجرد رؤية جسد أنثوي… حتى لو كان جسد طفلة.

الطفلة ليست مسؤولة. الأم ليست مسؤولة. المسؤول هو المعتدي، والمسؤول قبل ذلك هو مجتمع يصرّ على تحميل النساء والفتيات وزر العنف الممارس ضدهن.

هذه ليست مجرد تعليقات عابرة. إنها تكشف جوهر العنف المُمَارَس ضد النساء والفتيات: تُحول الجسد الأنثوي إلى مصدر الخطر، والضحيةَ إلى متهمة، والمعتدي إلى كائن فاقد للإرادة.

مهما حاول البعض تحميل الأم أو الطفلة المسؤولية، تظل الحقيقة واضحة: لا يوجد لباس يبرّر جريمة. لا يوجد مكان يبرّر جريمة. ولا يوجد عمر يبرّر جريمة.

مشكلتنا هي هذه الثقافة التي تبرّر الاعتداء بلباس فتاة، أو مكان وجودها، أو ساعة خروجها. وأخطر ما في هذه العقلية أنها تنزع عن المجرم مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، وتحوّل الجريمة إلى “رد فعل” على جسد أنثوي… حتى لو كان جسد طفلة.

الحقيقة أن العنف ضد النساء والفتيات لا يبدأ فقط عندما تقع الجريمة. يبدأ قبل ذلك بكثير: يبدأ حين نُبرّره.

فإلى متى سنستمر في محاكمة النساء والفتيات… بينما يظل المعتدون خارج دائرة الاتهام؟

  continue reading

198 حلقات

Artwork
iconمشاركة
 
Manage episode 522093428 series 2987416
المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.

هناك جرائم تفضح بوجع نظرتنا للمرأة والطفلة وحقّهما في العيش بأمان. من بينها، جريمة الطفلة المصرية التي ذهبت إلى المسبح لتمارس السباحة، فعادت مقتولة إثر اغتصاب أدى إلى وفاتها.

لكن جزءاً كبيراً من الرأي العام لم يرَ في ذلك ما يكفي لإدانة الجاني… فاختار الطريق الأسهل: محاكمة الأم.

تعليقات من قبيل: "لماذا ألبستها مايوه؟"، "لماذا أخذتها لمسبح مختلط؟". وكأن الطفلة أخطأت لأنها أرادت أن تلعب، وكأن الأم ارتكبت جريمة حين سمحت لابنتها بأن تمارس نشاطاً عادياً تماماً… نشاطاً يمارسه الأطفال في كل العالم.

هذا المنطق ليس مجرد تعبير عن جهل، بل جزء من ثقافة تبرّر العنف ضد النساء والفتيات. ثقافة تبحث دائماً عن مبرّر لإدانة الضحية، وتمنح المعتدي تخفيفاً أخلاقياً تحت ذريعة "الإغراء" أو "الاختلاط" أو "اللباس". كأن الذكور محرومون من القدرة على اتخاذ قرار، وكأن مسؤوليتهم الأخلاقية تسقط بمجرد رؤية جسد أنثوي… حتى لو كان جسد طفلة.

الطفلة ليست مسؤولة. الأم ليست مسؤولة. المسؤول هو المعتدي، والمسؤول قبل ذلك هو مجتمع يصرّ على تحميل النساء والفتيات وزر العنف الممارس ضدهن.

هذه ليست مجرد تعليقات عابرة. إنها تكشف جوهر العنف المُمَارَس ضد النساء والفتيات: تُحول الجسد الأنثوي إلى مصدر الخطر، والضحيةَ إلى متهمة، والمعتدي إلى كائن فاقد للإرادة.

مهما حاول البعض تحميل الأم أو الطفلة المسؤولية، تظل الحقيقة واضحة: لا يوجد لباس يبرّر جريمة. لا يوجد مكان يبرّر جريمة. ولا يوجد عمر يبرّر جريمة.

مشكلتنا هي هذه الثقافة التي تبرّر الاعتداء بلباس فتاة، أو مكان وجودها، أو ساعة خروجها. وأخطر ما في هذه العقلية أنها تنزع عن المجرم مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، وتحوّل الجريمة إلى “رد فعل” على جسد أنثوي… حتى لو كان جسد طفلة.

الحقيقة أن العنف ضد النساء والفتيات لا يبدأ فقط عندما تقع الجريمة. يبدأ قبل ذلك بكثير: يبدأ حين نُبرّره.

فإلى متى سنستمر في محاكمة النساء والفتيات… بينما يظل المعتدون خارج دائرة الاتهام؟

  continue reading

198 حلقات

كل الحلقات

×
 
Loading …

مرحبًا بك في مشغل أف ام!

يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.

 

دليل مرجعي سريع

حقوق الطبع والنشر 2025 | سياسة الخصوصية | شروط الخدمة | | حقوق النشر
استمع إلى هذا العرض أثناء الاستكشاف
تشغيل