انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !
هند الإرياني: "امرأة يتمّ الاعتداء عليها في عدن بتهمة الرقص"
Manage episode 464198213 series 2987416
انتشر فيديو لفتاة في مدينة عدن منتقبة تخرج رأسها من سطح سيارة وتحرّك يديها مع الموسيقى، ثمّ فيديو آخر لرجل يعتدي عليها ويغلق باب السيارة بغضب وكاد أن يقطع رجلها. التعليقات على الفيديو كانت مستنكرة، لم تستنكر الاعتداء لا، كانت مستنكرة أنّ هذه الفتاة ترقص.
لن أتحدّث عن تاريخ عدن والرجل العدني الذي كان يحترم المرأة ويقدّرها، والرقص الشعبيّ بين الرجال والنساء الذي اختفى، ولن ألوم الوحدة اليمنية. سأتحدّث بشكل عامّ عن المرأة اليمنية المقهورة التي لا تستطيع حتى أن تحرّك يديها في الهواء بينما أنفاسها تختنق تحت النقاب. هذه المرأة التي إن تعرّضت لجريمة يكون دائمًا اللوم عليها، إن تعرّضت لتحرّش فبالتأكيد هي السبب مهما كان نوع لباسها، ومهما كانت تصرّفاتها، ولو التحفت السواد من أخمص قدميها حتى رأسها تظلّ هي السبب في أيّ اعتداء يطالها.
في حادثة قديمة جدًّا أتذكّرها عن رجل، من جنسية عربية، كان يعمل في قسم التشريح في كلية الطب بجامعة صنعاء، قام هذا الرجل باختطاف فتيات وبيع أعضائهن. الكثير من الأهالي لم يبلّغوا لأنّهم خافوا من الفضيحة، ما عدا أب عجوز ذهب للشرطة فكان ردّهم "سير دوّر أين سارت بنتك، الله أعلم مع من هربت"، فمات هذا الأب كمدًا. ولم تنكشف القضيّة إلّا عندما بلّغت أمّ عراقية، وأصرّت بأن يتمّ التحقيق، وأصرّت أنّها واثقة بأنّ ابنتها لم تهرب مع أيّ شخص، وهنا فقط عرفوا من كان وراء هذه الحوادث، وتمّ إعدامه ولكن لم نعرف لليوم من هي العصابة المتورّطة في هذه الحوادث.
هذا مثال بسيط على كمّيّة القهر الذي تمرّ به المرأة اليمنية، ويجعلنا نتساءل كم من هذه الحوادث تمرّ ولا نسمع عنها وتُظلم المرأة فيها. هي المذنبة دائمًا، هي من عليها أن تتغطّى وتسدّ أنفاسها بقماشة، وتتّشح بملابس كثيرة سوداء صيفًا وشتاءً لكيلا يفتتن الرجل، هي من عليها ألّا تمارس حياة طبيعية لكي يرضى الرجل، هي من تُقتل في المحكمة إن قرّرت أن تختار من تتزوّج رغم رفض الأهل.. هي دائما مذنبة. كم تحمّلت هذه المرأة ولا نعرف إلى متى.
153 حلقات
Manage episode 464198213 series 2987416
انتشر فيديو لفتاة في مدينة عدن منتقبة تخرج رأسها من سطح سيارة وتحرّك يديها مع الموسيقى، ثمّ فيديو آخر لرجل يعتدي عليها ويغلق باب السيارة بغضب وكاد أن يقطع رجلها. التعليقات على الفيديو كانت مستنكرة، لم تستنكر الاعتداء لا، كانت مستنكرة أنّ هذه الفتاة ترقص.
لن أتحدّث عن تاريخ عدن والرجل العدني الذي كان يحترم المرأة ويقدّرها، والرقص الشعبيّ بين الرجال والنساء الذي اختفى، ولن ألوم الوحدة اليمنية. سأتحدّث بشكل عامّ عن المرأة اليمنية المقهورة التي لا تستطيع حتى أن تحرّك يديها في الهواء بينما أنفاسها تختنق تحت النقاب. هذه المرأة التي إن تعرّضت لجريمة يكون دائمًا اللوم عليها، إن تعرّضت لتحرّش فبالتأكيد هي السبب مهما كان نوع لباسها، ومهما كانت تصرّفاتها، ولو التحفت السواد من أخمص قدميها حتى رأسها تظلّ هي السبب في أيّ اعتداء يطالها.
في حادثة قديمة جدًّا أتذكّرها عن رجل، من جنسية عربية، كان يعمل في قسم التشريح في كلية الطب بجامعة صنعاء، قام هذا الرجل باختطاف فتيات وبيع أعضائهن. الكثير من الأهالي لم يبلّغوا لأنّهم خافوا من الفضيحة، ما عدا أب عجوز ذهب للشرطة فكان ردّهم "سير دوّر أين سارت بنتك، الله أعلم مع من هربت"، فمات هذا الأب كمدًا. ولم تنكشف القضيّة إلّا عندما بلّغت أمّ عراقية، وأصرّت بأن يتمّ التحقيق، وأصرّت أنّها واثقة بأنّ ابنتها لم تهرب مع أيّ شخص، وهنا فقط عرفوا من كان وراء هذه الحوادث، وتمّ إعدامه ولكن لم نعرف لليوم من هي العصابة المتورّطة في هذه الحوادث.
هذا مثال بسيط على كمّيّة القهر الذي تمرّ به المرأة اليمنية، ويجعلنا نتساءل كم من هذه الحوادث تمرّ ولا نسمع عنها وتُظلم المرأة فيها. هي المذنبة دائمًا، هي من عليها أن تتغطّى وتسدّ أنفاسها بقماشة، وتتّشح بملابس كثيرة سوداء صيفًا وشتاءً لكيلا يفتتن الرجل، هي من عليها ألّا تمارس حياة طبيعية لكي يرضى الرجل، هي من تُقتل في المحكمة إن قرّرت أن تختار من تتزوّج رغم رفض الأهل.. هي دائما مذنبة. كم تحمّلت هذه المرأة ولا نعرف إلى متى.
153 حلقات
كل الحلقات
×مرحبًا بك في مشغل أف ام!
يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.