Artwork

المحتوى المقدم من Podcast Record. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة Podcast Record أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.
Player FM - تطبيق بودكاست
انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !

قصة الشيء المجهول

26:34
 
مشاركة
 

Manage episode 451319841 series 3549471
المحتوى المقدم من Podcast Record. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة Podcast Record أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.

قصة الشيء المجهول

مصطفى محمود

من مجموعة رائحة الدم القصصية

يستوي أي وقت وأي يوم وأي فصل من فصول العام، وأي سنة من عمره، فالكل نسخ متشابهة لأصل واحد ولا شيء غير التكرار... التكرار الممل... فحياته تسير... بلا جديد الغد فيها مثل الأمس والحاضر كالماضي.... لا عمق في أحزانه ولا عنف فى مسرّاته.... لا ضحكات ولا دموع... وإنما بسمات صفراء وأشجان عابرة لا تهز القلب...وإنه يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث كما تتنبأ المراصد بتحركات النجوم... لأن تتابع حياته أصبح آليًا يحكمه قانون جامد صارم لا روح فيه...هو سيفتح باب العربة القديمة ويتهيأ للنزول... فينبح الكلب ويقف البواب العجوز يتثاءب ويؤدي التعظيم... هو سيطأ الممر المرصوف بالحصى ويصعد الدرجات الخمس ويضغط على الجرس... فيطل الخادم الأصلع الذي يؤدي نفس الدور من عشرين سنة... ليفتح الباب... ويجري خلفه وهو يعرج ويضيء نور غرفة النوم... ويمسك قطع الأثاث... واحدة بعد أخرى بنفس الترتيب فهو يبدأ بالشماعة ثم الكرسي ثم الدولاب.... ثم يقف بعد هذا كالتمثال يتلقى المعطف والجاكته وباقي الثياب قطعة قطعة... يعلقها على المشجب، ثم يفتح فمه قائلاً نفس الكلمات.....- العشاء جاهز سيدي... هل تريد شيئًا؟فيجيب نفس الإجابة- لا... وشكرًاوتمر عشر دقائق وتتيقظ زوجته فتتمطى وتتثاءب وتجلس... ثم تقف في روب النوم... لتقول الجملة التي لا تتغير- لقد تأخرت كثيرًا هذه الليلة... إن السهر يؤثر على صحتكفيقول في جفاء كالعادة- إن صحتي ملكي... وأنا حر أفعل بها ما أشاء وقد نبَّهت ألف مرة ألا يعود الكلام إلى هذا الموضوع.ويحاول أن يغضب في صدق وحرارة... ولكن هذه الحرارة تنطفئ، وتتحول إلى مجرد ضجر، وتخونه الكلمات فيسكت...ويسرح الطرف إلى النافذة المفتوحة حيث الفضاء وحيث المئذنة المضيئة وخفقات الطاحون تطفو وتغرق في نقنقة الضفادع إلى الصورة المعلقة بالجدار إلى وجه زوجته الفاتن... فتعجز الفتنة ويعجز الجمال ويعجز الشعر الأثيث الفاحم والعينان السوداوان والوجه المستطيل والقوام الشمعي... ويعجز كل هذا عن أن يحرِّك فيه ساكنًا... وكأنما العواطف قد ماتت واندثرت في المقبرة كالعادة.

This podcast includes content produced or editorially adapted under a mix of owned rights and lawful use.
We respect intellectual property and review any documented rights inquiry.
Rights contact: [email protected]

Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

  continue reading

107 حلقات

Artwork
iconمشاركة
 
Manage episode 451319841 series 3549471
المحتوى المقدم من Podcast Record. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة Podcast Record أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.

قصة الشيء المجهول

مصطفى محمود

من مجموعة رائحة الدم القصصية

يستوي أي وقت وأي يوم وأي فصل من فصول العام، وأي سنة من عمره، فالكل نسخ متشابهة لأصل واحد ولا شيء غير التكرار... التكرار الممل... فحياته تسير... بلا جديد الغد فيها مثل الأمس والحاضر كالماضي.... لا عمق في أحزانه ولا عنف فى مسرّاته.... لا ضحكات ولا دموع... وإنما بسمات صفراء وأشجان عابرة لا تهز القلب...وإنه يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث كما تتنبأ المراصد بتحركات النجوم... لأن تتابع حياته أصبح آليًا يحكمه قانون جامد صارم لا روح فيه...هو سيفتح باب العربة القديمة ويتهيأ للنزول... فينبح الكلب ويقف البواب العجوز يتثاءب ويؤدي التعظيم... هو سيطأ الممر المرصوف بالحصى ويصعد الدرجات الخمس ويضغط على الجرس... فيطل الخادم الأصلع الذي يؤدي نفس الدور من عشرين سنة... ليفتح الباب... ويجري خلفه وهو يعرج ويضيء نور غرفة النوم... ويمسك قطع الأثاث... واحدة بعد أخرى بنفس الترتيب فهو يبدأ بالشماعة ثم الكرسي ثم الدولاب.... ثم يقف بعد هذا كالتمثال يتلقى المعطف والجاكته وباقي الثياب قطعة قطعة... يعلقها على المشجب، ثم يفتح فمه قائلاً نفس الكلمات.....- العشاء جاهز سيدي... هل تريد شيئًا؟فيجيب نفس الإجابة- لا... وشكرًاوتمر عشر دقائق وتتيقظ زوجته فتتمطى وتتثاءب وتجلس... ثم تقف في روب النوم... لتقول الجملة التي لا تتغير- لقد تأخرت كثيرًا هذه الليلة... إن السهر يؤثر على صحتكفيقول في جفاء كالعادة- إن صحتي ملكي... وأنا حر أفعل بها ما أشاء وقد نبَّهت ألف مرة ألا يعود الكلام إلى هذا الموضوع.ويحاول أن يغضب في صدق وحرارة... ولكن هذه الحرارة تنطفئ، وتتحول إلى مجرد ضجر، وتخونه الكلمات فيسكت...ويسرح الطرف إلى النافذة المفتوحة حيث الفضاء وحيث المئذنة المضيئة وخفقات الطاحون تطفو وتغرق في نقنقة الضفادع إلى الصورة المعلقة بالجدار إلى وجه زوجته الفاتن... فتعجز الفتنة ويعجز الجمال ويعجز الشعر الأثيث الفاحم والعينان السوداوان والوجه المستطيل والقوام الشمعي... ويعجز كل هذا عن أن يحرِّك فيه ساكنًا... وكأنما العواطف قد ماتت واندثرت في المقبرة كالعادة.

This podcast includes content produced or editorially adapted under a mix of owned rights and lawful use.
We respect intellectual property and review any documented rights inquiry.
Rights contact: [email protected]

Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

  continue reading

107 حلقات

Alle afleveringen

×
 
Loading …

مرحبًا بك في مشغل أف ام!

يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.

 

دليل مرجعي سريع

حقوق الطبع والنشر 2025 | سياسة الخصوصية | شروط الخدمة | | حقوق النشر
استمع إلى هذا العرض أثناء الاستكشاف
تشغيل