قاسم قصير لمونت كارلو: "حزب الله لا يمانع وصول العماد جوزيف عون لرئاسة لبنان"

مقابلة

ضيف صباح مونت كارلو هو قاسم قصير، المحلل السياسي المتابع لشؤون حزب الله في لبنان، للحديث عن موقف الحزب من انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيسا للبنان.

من يفضل اليوم حزب الله بين المرشحين البارزين في هذا السباق؟ قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أم المسؤول الكبير في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور؟

حزب الله ليس لديه مشكلة في وصول العماد جوزيف عون أو الأستاذ جهاد أزعور، لكن الموضوع مرتبط بتأمين توافق وطني واسع. لأن وصول العماد جوزيف عون يحتاج إلى أعلى نسبة من الأصوات إذا توافرت غالبية كبيرة لدعمه.

تقديري، لا أستطيع الجزم بأن حزب الله سيكون حجر عثرة في طريق وصول العماد عون، فهو يفضل العماد عون، لكن هذا الأمر مرتبط بتوافر عدد كاف من الأصوات لإزالة الإشكالية الدستورية أو الانتخابية.

حتى مع رفض أحد حلفائه، التيار الوطني الحر، لوصول قائد الجيش اللبناني جوزيف عون؟

حزب الله تجاوز مشكلة التنسيق مع الأستاذ جبران باسيل. لأن الأستاذ باسيل في المعركة الرئاسية دخل في تقاطعات مع قوى المعارضة في بعض الفترات، ولم يعد يلتزم بالتنسيق مع حزب الله أو حركة أمل، إلا إذا فشل وصول العماد جوزيف عون.

وفي هذه الحالة قد نعود إلى توافق داخلي جديد، ولكن إذا تم تأمين 86 صوتا للعماد عون، أعتقد أن حزب الله سيتجه نحو هذا التوافق ولن يلتزم بمواقف الوزير جبران باسيل. حزب الله يفضل أي رئيس جديد للجمهورية.

ما المطلوب من العماد جوزيف عون؟

أي رئيس جديد للجمهورية سيواجه تحديات عديدة. وأولا، يجب استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وسحب القوات.

هل الجيش اللبناني هو من سيشرف على إزالة سلاح حزب الله؟

الموضوع ليس هو إزالة سلاح حزب الله. نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة بشأن المقاومة أو سلاح حزب الله. بالطبع، الاتفاق ينص على انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، وحزب الله موافق على ذلك.

كيف سيقنع أحد حلفائه، حركة أمل ممثلة برئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يرفض أي تعديل للدستور لإتاحة المجال لانتخاب العماد عون؟

الرئيس نبيه بري أوجد مخرجا دستوريا، حيث إذا حصل رئيس الجمهورية على 36 صوتا، فلا حاجة لتعديل الدستور. وأعتقد أن الساعات المقبلة ستشهد مزيدا من الاتصالات سواء من الموفدين الدوليين والعرب أو من الكتل النيابية.

وفي الساعات الأخيرة، شهدنا دعما كبرًا للعماد جوزيف عون، وقد نشهد مزيدا من الوضوح في مواقف الأطراف الداخلية.

يقال إن السعودية عرضت تمويل الاقتصاد اللبناني وضخ الأموال لإعادة الإعمار. هل كانت هذه الحجة التي أقنعت حزب الله بدعم جوزيف عون؟

الوعود بالإعمار ودعم لبنان قد تكون جزءا من الأسباب الموجبة لدعم العماد جوزيف عون، لأن لبنان بحاجة إلى الكثير من الأموال للإعمار ومعالجة مشاكله الاقتصادية، إضافة إلى التحديات الأخرى، خصوصا مواجهة الوضع في سوريا وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. لكن، جانب الإعمار قد يكون جزءا من المطالب التي يريدها حزب الله للمرحلة المقبلة.

رغم أن إيران اليوم ضعيفة وأبعد ما يكون عن الشأن اللبناني في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، ما هو الدور الذي تقوم به داخليا في لبنان، خصوصا في جلسة انتخاب الرئيس؟

إيران تدعم كل ما يوافق عليه حزب الله وحركة أمل.

صحيح أن الظروف قد تغيرت بعد العدوان وسقوط الرئيس بشار الأسد، ولكن تاريخيا، إيران تدعم ما يقرره حزب الله أو حركة أمل. أي قرار يوافق عليه حزب الله وحركة أمل في الشأن اللبناني، إيران لا تعارضه.

إذن، هل يعني ذلك أن جلسة الخميس ستشهد انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون؟

90% جلسة الخميس ستشهد انتخاب رئيس، لكن بالطبع لا يمكن لأحد أن يجزم.

هل هناك إمكانية لوصول اللواء إدريس البصري أو مرشحين آخرين من المعتادين؟

في النهاية، لبنان دائما مليء بالمفاجآت. لكن وفقا للمعطيات المتوفرة، يبدو أن الاتجاه سيكون نحو انتخاب العماد جوزيف عون، وأن الأمور ستتجه بهذا الاتجاه.