زياد ماجد: استقطاب حاد قبيل أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية

حوار

في برنامج حوار" تستضيف كابي لطيف الكاتب والباحث وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية في باريس د. زياد ماجد للحديث عن التوقعات بعد الانتخابات التشريعية الفرنسية في دورتها الأولى التي جرت في الثلاثين من حزيران / يونيو 2024 وعن الدروس التي يمكن استخلاصها والتي سترسم صورة المشهد السياسي بعد الدورة الثانية في السابع من تموز/ يوليو 2024. وكذلك عن الاحتمالات المطروحة أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاختيار الحكومة المقبلة.

دروس أربعة حملتها الانتخابات البرلمانية

تحدث د. زياد ماجد عن الدورة الأولى للانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة والتي جاءت بعد حلّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبرلمان عقب فوز مرشحي اليمين المتطرف بغالبية في انتخابات البرلمان الأوروبي في التاسع من حزيران/يونيو. وقال إن النتائج جاءت بعدة دروس بداية من نسبة المشاركة العالية حيث وصلت إلى حوالي الـ67 بالمئة وتحديداً بين صفوف الشباب الذين شاركوا للمرة الأولى في هذه الانتخابات، ثم الصعود والتقدم لليمين المتطرف وحيازته على أصوات عدة في عموم فرنسا ما يعكس حالة من الإحباط لدى المواطن الفرنسي تجاه السياسات الحالية ويعكس عودة قوية لليمين المتطرف في الشارع الفرنسي كما هو الحال في عموم أوروبا. إضافة إلى الهزيمة التي لحقت بمعسكر الرئيس ماكرون والذي رأى أنه قد يكون أساء التقدير بحلّه للبرلمان خاصة مع قدرة الجبهة الشعبية الجديدة التي كانت مفاجئة بضمها عدة أحزاب يسارية خوض الانتخابات في جبهة واحدة والتي حلت ثانية خلف التجمع الوطني".

الكثير من التحديات في الحياة السياسية

كما أشار الكاتب والباحث وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الاميركية في باريس د. زياد ماجد إلى أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من التحديات في الحياة السياسية في فرنسا على الأغلب أذا استطاع التجمع الوطني الحصول على أكثرية برلمانية بين مطلقة أم غير مطلقة ما يعني مواجهة مع رئيس الجمهورية وكذلك بين أكثرية نسبية ستدخل البلاد في حالة من الجمود داخل البرلمان. وأضاف أن دور الناخب العربي يبقى مهماً في التصويت إلا أن التوزع الجغرافي لن يحمل الكثير من التغيير ذلك أن غالبية الأصوات العربية هي في الدوائر التي فاز فيها معسكرا اليسار والرئاسة حيث لا تواجد كبير لمرشحي اليمين المتطرف.

سياسة خارجية واختبار صعب

ذكر د. زياد ماجد أن السياسة الخارجية الفرنسية إحدى أهم أدوات الرئاسة الفرنسية لن تتغير بشكل جذري حيث تعتبر "ثوابت" حين يتعلق الأمر ببعض قضايا الشرق الأوسط كالعلاقة مع لبنان. إلا أنها قد تتأثر بسبب غياب التوافق بين البرلمان والرئاسة خاصة في ما يتعلق بالعلاقة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا وأيضاً العلاقة مع الولايات المتحدة تحديداً في حال عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض. وذكر أن فلسطين ستتأثر في حال وصول اليمين المتطرف ذلك أن السياسة الفرنسية كانت قد بدأت نهجاً أقرب إلى جانب إسرائيل منذ عهد الرئيس ساركوزي واستمرت في ولاية الرئيس ماكرون وكان ذلك واضحاً مع بداية الحرب على غزة، هذه السياسة التي قد تتعرض "لانتكاسة جديدة" إذا وصلَ اليمين المتطرف للسلطة مدفوعاً بالتبرؤ من تهمة معاداة السامية والموقف المعادي للعرب والمسلمين، ذلك ما يشكل تحدياً بارزاً لفرنسا على مستوى سياستها الخارجية.