Player FM - Internet Radio Done Right
Checked 3d ago
تمت الإضافة منذ قبل four أعوام
المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.
Player FM - تطبيق بودكاست
انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !
انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !
مدونة اليوم
وسم كل الحلقات كغير/(كـ)مشغلة
Manage series 2987416
المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.
موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.
174 حلقات
وسم كل الحلقات كغير/(كـ)مشغلة
Manage series 2987416
المحتوى المقدم من France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. يتم تحميل جميع محتويات البودكاست بما في ذلك الحلقات والرسومات وأوصاف البودكاست وتقديمها مباشرة بواسطة France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD أو شريك منصة البودكاست الخاص بهم. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما يستخدم عملك المحمي بحقوق الطبع والنشر دون إذنك، فيمكنك اتباع العملية الموضحة هنا https://ar.player.fm/legal.
موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.
174 حلقات
كل الحلقات
×عندما تُقتل امرأة من قبل زوجها هناك -غالبًا- مؤشّرات تقول: "هناك خطر اهربي منه"، ولكن في بعض المجتمعات -منها اليمن- يتمّ تجاهل كلّ المؤشّرات والضغط على المرأة لتتحمّل بحجّة "مصلحة الأطفال" إلى أن تقع الفأس في الرأس أو أنْ تُطلق الرصاصة على رأسها كما حدث مع المغدورة، نجاة العنسي. كنتُ أكتب في صفحتي عن موضوع له علاقة بالقوانين اليمنية التي هي ضدّ المرأة، وبأنّ هناك نسبة عالية من الرجال لديهم تبريرات في كلّ مرّة تتعرّض امرأة لأذيّة، فعندما انتشر فيديو لفتاة يقتلها أخوها وهي في بثّ مباشر في التيك توك اعتقد الكثيرون أنّ الحادثة في اليمن بسبب لباس الفتاة التي ترتدي النقاب، وهنا بدأ بعض الرجال تبرير الحادثة بأنّ الأخ لديه الحقّ في قتلها. ثمّ تبيّن أنّ الفيديو في الهند، ولكنّ هذا الفيديو فضح طريقة تفكير هؤلاء. كتبت إحدى المتابعات تعليقًا: "هناك حادثة أتمنى أن تكتبي عنها تخصّ أخت زميلتنا الصحفية التي قتلها زوجها"، فطلبت منها أن تبعث لي المعلومات وطُرق التواصل. ثمّ تواصلت مع فاطمة العنسي، أخت الضحية نجاة العنسي، والتي حكت لي بالتفصيل عن سنوات من العذاب الذي تعرّضت له أختها من المجرم زوجها، وتحمّلت هذا من أجل الأطفال بضغط من عائلتها، وكانت النتيجة أنّ الأطفال تعرّضوا لصدمة كبيرة عندما شاهدوا دماء والدتهم وعرفوا بأنّ والدهم قتلها. فاطمة، قالت بأنّ عائلة المجرم تريد أن تنجيه من العقوبة بحجة أنه مريض نفسيّ. وهل هناك أي مجرم ليس مريضًا نفسيًّا؟ ثمّ لماذا سكتت عائلته كلّ هذه السنوات ولم يعالجوا ابنهم ولم يتذكّروا أنّه مريض نفسيّ إلّا الآن؟ لا القانون، ولا المجتمع، ولا العائلة تحمي المرأة. لذلك أنتِ فقط من يمكنكِ أن تحمي نفسكِ بأن تنتبهي للعلامات في بداية العلاقة، وأن تهربي بمجرّد أن تشعري بالخطر، ولا تصدّقي المجتمع الذي سيخيفك، وإلّا ستكونين ضحيّة مثل نجاة العنسي التي لم يُحاسب زوجها على تعنيفه لها في حياتها، ولكنّني أتمنّى أن يحاسب اليوم بعد موتها لحماية أولادها منه، فهم أيضًا ضحيّة المجتمع الذي أرغم والدتهم أن تعيش في بيئة عنيفة بحجّة أنّ ذلك لمصلحتهم، بينما العكس هو الصحيح، فها هم اليوم بدون أمهم، ويتعالجون من الصدمات النفسية، وأقلّ ما يمكن عمله هو حمايتهم من هذا الأب.…
في المقهى-المكتبة الذي افتتحته مؤخراً في شارع مونو الحيوي في بيروت، دأبتُ على تنظيم لقاءات ثقافية وأخرى ترفيهية. ولكن سرعان ما لاحظت أن الأنشطة الترفيهية تجذب الحضور أكثر بكثير من الأنشطة الثقافية. كان الاكتشاف محبطاً في البداية، حتى ولو كان متوقّعاً، محبطاً خصوصاً بالنسبة الى كاتبة تعشق كل ما له علاقة بالكتب والفكر، رغم افتتانها ايضا بعالم السهر. ولكنني سرعان ما أدركت أنّ ما اعتقدتُه خيبةً ربما يكون دليلاً على شيء آخر… شيء أكثر عمقاً مما يبدو على السطح. قد يبدو للوهلة الاولى ميل الناس الى الرقص والضحك والغناء أكثر من القراءة والنقاش، مؤشراً الى انحدار ذوق أو فتور فكري، ولكنني اليوم أميل إلى تفسير أكثر تعاطفاً. اللبنانيون متعبون. مستنزفون. مثقلون بالهمّ والقلق والخسارات. لا وقت لديهم لترف التفكير، لأنّ التفكير بات مؤلماً. لأنّ مجرّد الجلوس مع الذات – ناهيك بالحوار معها – بات ترفاً قاسياً لا يطيقونه. من هنا قد نفهم لماذا يميل الناس الآن إلى كلّ ما هو خفيف. إلى الكوكتيلات والموسيقى والضحك العالي. لا لأنهم سطحيون بالضرورة، بل لأنهم بحاجة إلى متنفسٍ من الألم المزمن الذي صار خبزهم اليومي. الرغبة في الترفيه ليست دليلاً على تفاهة، بل أحياناً تكون صرخة حياة. مقاومة ضد الخدر. وسيلة للقول: "نحن ما زلنا هنا، رغم كل شيء". من السهل أن نُدين هذا الهروب الجماعي من "الثقافة" بمعناها التقليدي، لكن ربما يجب أن نعيد النظر في تعريف الثقافة نفسها. ماذا لو كانت الأغنية الجماعية نوعاً من الطقس الشفائي؟ ماذا لو كانت الرقصات طريقة جسدية لفكّ التوتر؟ ماذا لو كانت "الضحكة" التي نسمعها في أمسية هي في الحقيقة أشبه بدمعة مقلوبة؟ في بلدٍ مثل لبنان، حيث يُطلب من المواطن أن يكون بطلاً في كل لحظة، وحيث تُختَزل الحياة في النجاة، تصبح اللذة فعل تمرّد. يصبح الترفيه شكلاً من أشكال السياسة اليومية. الثقافة لا تسكن فقط في الكتب والنقاشات، بل أيضاً في الهروب منها أحياناً، حين تكون الحياة قاسية أكثر من أن تكون قابلةً للاحتمال. لهذا، لم أعد أُميّز بين "ثقافي" و"ترفيهي" كما كنت أفعل. كل لقاء إنساني، صادق، متكامل، يشفي بطريقةٍ أو بأخرى، هو فعل ثقافي. كل رقصة من قلبٍ موجوع هي بيان وجود. وكل قهقهة تُطلق في المساء، هي طريقة غير مباشرة لنقول: نحن ما زلنا نحبّ الحياة، حتى لو لم تعد تحبّنا.…
هذا أمر غريب. أن تصحو من نومك على منبّه الهاتف، لا على صراخ طفلك تحت الأنقاض. أن تنزعج من زحمة السير، لا من أن ازدحام الجثث في ثلاجات لم تعد تكفي. أن تفكر بما ستأكله في وجبتك الثالثة، بينما هناك من يُدفنون وهم جائعون هل هذا أمر غريب، حقًا؟ أن يعيش الناس حياتهم “بشكل طبيعي”، يتسوّقون، يضحكون، يخططون للعطل، بينما أبناء جلدتهم ولغتهم وتاريخهم، وفي غزة تحديدًا، تُباد عائلات بأكملها، تُجتث البيوت من جذورها، ويُذبح الأطفال بعشرات الالاف، يمزقهم الصاروخ الإسرائيلي وتطحنهم الجدران, لا لشيء سوى لأنهم فلسطينيون. في غزة، الموت لم يعد حدثًا مفاجئًا، بل روتينًا يوميًا. تقول أم خالد من مخيم الشاطئ: “ كل يوم في شهيد، كل يوم في قصف، كل يوم في وداع. بنتي الصغيرة بتصحى بتسألني: اليوم الدور على مين؟!” تكتب فتاة اسمها سماح على وسائل التواصل من وسط غزة: “أصعب شي، إنك تضلّ عايش بعد ما تموت روحك ميت مرة. شفنا أطفال ممزقين، أمهات تودّع أولادها كأنها بتحاول تحفظ ملامحهم قبل ما يصيروا رماد.” الغريب أن العالم يرى، يسمع، يعرف، ثم يكمل يومه. هل أفقد تكرار الصور أثرها، أو لعلّ تركمها حوّلها إلى مشاهد نمطية على الشاشات، كأنها جزء من مسلسل طويل لا نهاية له. لكن، هل فعلاً “يعتاد” الناس على الإبادة؟ هل تعني كثرة المجازر أنها صارت “أقل بشاعة”؟ الجواب مرّ، لكنه واقعي: نعم، يعتاد الناس، ولكن ليس لأنهم بلا ضمير، بل لأنهم مرهقون، مشوشون، خائفون من عجزهم. أصبحوا يمررون الأخبار على عجل كي لا ينهاروا، أو ربما كي لا يشعروا بأنهم خونة لصمتهم. بول سلوفيك باحث في علم النفس كتب في مقال عن (التبلد النفسي) "إن أعداد الوفيات المعلنة لا تعدوا كونها إحصاءات جافة، تجفف دموع البشر لا تثير العاطفة او الإحساس وبالتالي تفشل في تحفيز أي فعل" ومع ذلك، الكثيرين يختارون أن يقاوموا (الإرهاق التعاطفي) وألّا يعتادوا. هناك من يبكي كل مرة كأنها الأولى، يغضب كل مرة كأنها النهاية، يكتب، يصرخ، يتبرع، ينشر، يقاطع، يحتج، لا ليغير العالم كله، بل فقط ليبقى إنسانًا. يجب أن ننشر قصص الضحايا لأنهم ليسوا أرقاماً "إذا كان لا بد أن أموت، فلا بد أن تعيش أنت لتروي حكايتي" ما زال هذا الأمر غريب، ينجو البعض بأجسادهم فقط لأنهم ليسوا هناك. لكن الأغرب، أن أكثرهم صامتين بما يكفي أن تبقى المقتلة مستمرة.…

1 غادة عبد العال: ٣ لقطات غريبة من عيد الميلاد 3:08
3:08
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:08
١- اليوم هو الجمعة: عيد ميلاد ابني السادس. احتفلنا وطفينا الشمع وأكلنا التورتة. بعد ما عيد الميلاد خلص والعيال انطلقوا يلعبوا كان كل شوية طفل ييجي يقول عايز بالونة، فندي ليه. لحد ما بنت بتاع ٨-٩ سنين كده طلبت بالونة قولنالها خديها. لقيناها متجهة ناحية بالونات الهيليوم اللي على شكل سوبر هيروز (كابتن امريكا، أيرون مان، سونيك) ، قلتلها لا يا حبيبتي مش دول، دول ابني هياخدهم معاه وهو مروح. بصت لي بصة (يا رب تموتي) و اخدت بالونة عادية ومشيت، ولاحظت ان مامتها متابعاها من بعيد. ٢- قاعدين نتكلم لقينا نفس البنت بتتسحب من ورا ستارة عيد الميلاد وبتحاول تفك تاني واحدة من بالونات الهيليوم . قلتلها يا حبيبتي قلت لك قبل كده دول بتوع ابني وهيروح بيهم، انسحبت تاني وهي بتبص لي بصة (إلهي ما توعي تروحي بيهم) لاحظت امها برضه بتتابع من على بعد ترابيزتين، والبنت راحت لها، وانا ببتسم لها على اساس (يادي العيال و عمايلهم) بصت لي بوش جامد وما ردتش الابتسامة. ٣- اتشغلنا شوية في الكلام انا وصحابي، ثم اكتشفنا … ان كابتن أمريكا اتاخد واحنا مش واخدين بالنا. الأم وبنتها اختفوا هم كمان من على ترابيزتهم… النهاية. الموقف كله أصابني بالصدمة وفي نفس الوقت كان شيء فاتح للأعين بخصوص حاجات كتير بتحصل حوالينا. إحنا هنا ما بنتكلمش عن "بالونة" مسروقة، بل عن درس تربوي تم تلقينه للطفلة على مرأى من الجميع: “اعملي اللي نفسك فيه،ولو أخدتي حاجة مش من حقك، أنا هغطي عليكي.” الدرس ده يا سادة هو بالضبط ما سينمو في وجدان تلك البنت ليصبح لاحقًا "عادي أغش في الامتحان، المهم أجيب مجموع"، ثم "بابا هيجيبلي واسطة في الكلية"، ثم لاحقًا، لما تكبر: "مش مهم استحق الوظيفة، المهم أعرف حد كبير يضمنهالي“،“ أصل ماما علمتني أمد إيدي آخد اللي عايزاه من عين التخين“. اللي حصل مش مجرد تصرف فردي من طفلة "طماعة" أو أم "متساهلة"، بل هو نموذج مصغّر لفلسفة حياة تُزرع في أجيال كاملة: خُد اللي تقدر عليه، وياللا بينا نغطي على بعض. وهو نفس النموذج اللي بيخلي أمهات تتزعم حملات الغش الجماعي بحجة ”منكم لله هتضيعوا مستقبل أولادنا لو ما غشوش"، وبناءا عليه اعتبار أي منع للغش هو ظلم وقهر، فتتحول قيمة الصدق إلى سذاجة، والنزاهة إلى غباء، والأمانة إلى حِمل ثقيل لا طائل منه. الغريب أن السلوك ده ما بيصدرش دايمًا عن فئات جاهلة أو محرومة، بل أحيانًا – وغالبًا – من أمهات وأباء متعلمين، مرتاحين نسبيًا، ما احنا كنا قاعدين في نادي. مش حتى في حديقة عامة. لكن الآباء والأمهات دول قرروا أنهم يُربّوا أبناءهم على أن : ما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا قفش. ويوم بعد يوم، بتتحول التربية دي إلى قاعدة اجتماعية لا استثناء: إنك لو ما سرقتش فرصتك، هيسرقها غيرك، وإن لم تكن الأذكى في المراوغة، فأنت مجرد "غلبان" في صف الانتظار الطويل. والأكيد أن الطفل – أي طفل – ما بيتولدش محتالًا، بل يتعلّم: من اللي حواليه، اللي يشجع، واللي يسكت ، واللي يبتسم له وهو بياخد اللي مش ليه.. فهي في النهاية مش مسألة بالونة. بل مسألة مجتمع مش عارف يحط قواعد واحدة لأطفاله، لأن كباره أصلا فقدوا البوصلة من زمان.…

1 سناء العاجي الحنفي: حين يسرق الهاتف لحظاتنا الحقيقية 3:04
3:04
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:04
في هذه الفترة من السنة، تنتعش المهرجانات والحفلات الموسيقية في المغرب، وتتحول المدن إلى منصات مفتوحة للفرح وللفن. حضرت مؤخرًا إحدى هذه الحفلات، وسط جمهور كبير حضر ليستمتع بالفن وبالرقص والموسيقى، بعيدا عن أصوات العزاء والموت التي ترفض الفن والسهرات والحفلات... تحت مسميات ترشيد النفقات، ما يزعجهم حقيقةً هو هذا الاحتفاء بالحياة، والاختلاط، والموسيقى والرقص. شعارهم: ثقافة الأسود والموت والانغلاق. في مثل هذه المناسبات، نرى أيضا كم هم المغاربة عشاق للفن وللموسيقى وللاحتفاء بالحياة... لكن شيئًا مهما شدّ انتباهي: أغلب الحاضرين، وأعترف أني منهم وبنفس سلوكهم، كنا نركز على هواتفنا أكثر مما نركز على الحفل والفنانين المشاركين. نُصوّر، نُوثّق، نُشارك المشاهد. صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر تطبيقات المراسلة، نقتسمها مع من نحبهم… نقتسم اللحظة مع الغائبين، وننسى أنفسنا، نحن الحاضرون. توقفت فجأة وتساءلت: هؤلاء الفنانون، نحن نتابعهم عادة على الشاشات. لكن، ها هم الآن أمامنا، مباشرة، نبضهم يصلنا، أصواتهم تملأ المكان… لدينا الآن امتياز اللحظة، اللحظة الحقيقية. ومع ذلك، فنحن نحرم أنفسنا منها. نعيش نصف الحفلة من خلف شاشة الهاتف، وكأننا نهيّئ نسخة افتراضية للعرض، بدل الاستمتاع بالعرض نفسه. نستعد لمشاهدة العرض لاحقا، عبر شاشة؛ بدل الاستمتاع بالعرض، الآن، ومباشرة! هل فقدنا القدرة على العيش في "الآن"؟ هل أصبحنا نحتاج إلى إثبات سعادتنا أكثر من أن نحسّ بها فعلاً؟ هل أصبح هدفنا أن نوثق اللحظة، بدل أن نعيشها؟ أن نريها للآخرين بدل الاستمتاع بها؟ لماذا نؤجل المتعة؟ نؤجلها من أجل لحظة قد لا نعود إليها أصلاً… أو ربما من أجل إقناع الآخرين أننا كنا هناك، بدل أن نكون هناك فعلاً، بروحنا، بحواسنا، بفرحنا الصادق والمباشر؟ لن أنتظر نهاية السنة الميلادية لآخذ قرارات جديدة. منذ الآن، في مثل هذه اللحظات، سأقرر أن أهمل هاتفي في الحفلات والعروض الفنية المقبلة. سأختار أن أعيش اللحظة، لا أن أوثقها. لأن الذكرى الأجمل ليست دائمًا في الفيديو… أحيانًا، هي فقط في القلب.…
كنت أتصفح الإنستغرام فشاهدت فيديو لصديقتي وحولها الكثير من العرائس مع أغنية تقول "لابوبو لابوبو". استغربت ماذا حدث لصديقتي ولماذا هناك لُعب حولها. أعدت مشاهدة الفيديو لأفهم ماذا حدث لصديقتي ذات الأربعين عاماً، وماهي هذه اللعبة، فلاحظت أن العرائس بألوان وأوجه مختلفة ولكنها اللعبة نفسها، فلم أفهم لماذا اشترت هذه الكمية الكبيرة وماذا يحدث هنا؟ كان هذا حافزاً لي لأبحث عن معلومات تساعدني على فهم هذه اللعبة وفهم تصرفات صديقتي التي لم تكن في السابق محبة للعرائس. فاكتشفت أن هذه اللعبة صارت محببة للملايين حول العالم، الذين يلعبونها إلى حد الهوس. اكتشفت أن هذه العروسة تختلف عن العرائس القماشية المعروفة فهي تبدو وكأنها (جنّي)، حسب المرسوم في الحكايات المتداولة، بفرو كثيف، وأذنين مدببتين، وابتسامة تظهر تسعة أسنان حادة. يعرفها صانعها بأنها شخصية أنثوية من قبيلة من الإناث المحبوبات والمغامرات، وطابعها يمزج بين الطفولة والمكر اللطيف ولكنها ليست شريرة كما تبدو. عرفت أن شخصيات لبوبو تباع بسعر 12 دولارًا أميركيًّا، لكن بعضها يُباع بثلاثة أضعاف في السوق الثانوي. والكثيرون يشترون العشرات منها ثم يصورون الفيديو كنوع من المشاركة في هذا "الترند". ومع زيادة البحث، نكتشف أن هذه اللعبة ليست جديدة فقد تم ابتكارها عام 2015 من قبل الفنان Kasing Lung وهو من مواليد هونغ كونغ وترعرع في هولندا. وظهرت الشخصية ضمن سلسلته المصوّرة للأطفال “The Monsters” أو الوحوش. حاليًّا عندما تبحث في تيك توك عن إسمها ستجد أكثر من 300 نوع من اللبوبو، بأشكال وألوان مختلفة. يظهر الناس على وسائل التواصل الاجتماعية من كل الجنسيات وهم يفتحون صندوق المفاجأة الذي بداخله هذه اللعبة ثم يتفاجؤون بشكلها.. وهناك الكثير من المهووسين الذين يتنافسون على العدد الذي يتم شراؤه. ظهرت اللعبة في البداية ككتب مصورة عام 2015 ثم دخلت عالم الألعاب بالشراكة مع شركة صينية pop Mart في 2019. ارتفاع شعبيتها المفاجيء كان بعد ظهور نجمة البوب Lisa من BLACKPINK في إبريل 2024 وهي تحمل دمية Labubu، مما أشعل انتباه وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وأسهم في انتشارها بين الجماهير الشبابية. تبعها نجوم عالميون آخرون مثل ، كيم كارديشيان، ريهانا، وحتى دايفيد بيكهام، ما عزّز من مكانتها كموضة عصرية. وفي مزاد في بيكين في شهر يونيو الجاري بيع لبوبو بحجم إنسان في مزاد علني بأكثر من 150 ألف دولار أميركي. نعم أنت لم تخطيء في قراءة السعر. ولكن من يستفيد ماديًّا بهذا الهوس؟ أكبر المستفيدين ماليًّا من بيع شخصيات لبوبو هي Blind Boxes ، والتي تملك متاجر رسمية في باريس، ولندن، وسنغافورة، وكوريا، وغيرها، وقد ارتفعت أرباحها بنسبة 40٪ في 2024 بسبب لبوبو، بحسب تقارير السوق. هناك أيضا شخصية نادرة من اللبوبو يشترونها ويبيعونها في السوق الثانوي بأسعار مضاعفة. مثال شخصية “Labubu Mermaid” النادرة وبِيعت بـ1000$ بعدما كانت تُباع بـ12$ فقط. البعض أصبح يتاجر بها كما تُتاجر الأسهم أو NFTs وهناك من أصبح مدمناً لهذه اللعبة مثل إدمان القمار. كان من المفاجيء لي هو القراءة عن مخاطر هذه اللعبة من الناحية النفسية ؛ فبحسب دراسة شملت أكثر من 73,000 طالب صيني وجدت أنّ المشاركين الذين يفتحون الصناديق يواجهون مخاطر انتحارية أعلى (نسبة الأرجحية: 1.6–2.3)، وتظهر لديهم مستويات أعلى من القلق والاكتئاب، ويشتري بعضهم حتى بعد نفاد الأموال. لذلك، هناك قلق متزايد حول تأثير هذا النمط على الصحة النفسية للفئات الشابة. هناك أيضا عنصر الغموض والندرة التي تنشّط خوف الفقد مما يحفّز الشراء السريع غير المخطّط له، والتراكم العاطفي مع كل فتح. خاصّة مع مشاركة المحتوى علىTikTok وإنستغرام، وتأثيره يصبح أكبر على من يعانون من الـADHDاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطرابات المزاج حيث قد يوفّر متعة لحظية الإفراط فيها يمكن أن ينتقل إلى سلوك قهريّ. اليست هذه المعلومات مخيفة ؟ وهكذا عرفنا أن اللبوبو ليست مجرد لعبة ذات وجه طفولي مع ابتسامة شريرة وهي أيضا ليست مؤامرة خبيثة كما يروج أصحاب المؤامرة. وإنما لها أيضا نتائج خطيرة إن تحولت لهوس. ولكن لا مشكلة من شرائها وتصويرها في وسائل التواصل الاجتماعية إن كان الهدف فقط المشاركة في هذا الترند العالمي كما فعلت صديقتي.…
ثمّة كلمات لا تقبل الجدل، لأنها تأتي من لحم الحقيقة. وغرامشي، حين كتب عبارته الشهيرة: "لن يكون لك رأي، حتى يكون لك رغيفك الخاص"، لم يكن يُنظّر. كان يعرّي. حقاً، كيف يُمكن أن يكون لك رأيٌ، إن لم يكن لديك خبز؟ كيف تُمسك بالقلم إذا كانت يدك مشغولة بمدّها إلى من يُطعِمك؟ في عالم يضطر فيه الضعيف الى الركوع على موائد الأقوياء، تتحوّل المواقف إلى مرايا مشروطة تعكس ما يُرضي المموّل، لا ما يُرضي الضمير. غرامشي لم يكن فقط يتكلّم عن الفقراء. كان يتكلّم عن المُعَلّقين من رقابهم بخيوط الحاجة، عن أولئك الذين يُجبرون على ابتلاع الإهانة… ثم القول: شكراً. الرغيف ليس مجرّد لقمة. الرغيف هو خطّ الدفاع الأول عن الكرامة. في السياسة، كما في الإعلام، كما في الحب، من لا يملك خبزه، لا يملك حريته. ومن لا يملك حريته، لا يملك صوته. ومن لا يملك صوته، يصبح بوقاً لغيره، حتى لو ظنّ أنه يصرخ من قلبه. كلّ ما يقوله، مشروطٌ بما لا يستطيع خسارته. كلّ ما يصمت عنه، ملوّثٌ بالخوف من الجوع، أو الطرد، أو العزل، أو التجاهل. حين تتسلّل الحاجة، تصير الرقابة ذاتية، ويصير السكوت شكلاً من أشكال النجاة. لكن المأساة لا تقف عند حدود الفرد. ما ينسحب على الإنسان الجائع، ينسحب على وطنٍ بأكمله. وطن يعيش على القروض والمساعدات لا يمكنه أن يكون حرًّا. فكما يُصادَر الرأي عند الفرد الذي لا يملك رغيفه، تُصادَر السيادة عند الدولة التي لا تملك اقتصادها. اليد التي تمنحك المال، هي نفسها التي تُملي عليك السياسات. تختار لك أصدقاءك، وأعداءك، ومواقفك. الاستقلالية المادية ليست ترفاً. هي شرط أوليّ للكرامة الشخصية، وللهوية الوطنية. من لا يملك ثمن دوائه، يبتلع إهانته مع كل حبة. ومن لا يتحكّم بثرواته، يستجدي دوره على طاولة القرار. المال ليس غاية. لكنه ضمانة. هو ما يحمي صوتنا من التهديد. ما يحمي فكرنا من الابتزاز. هو ما يجعل الـ "لا" ممكنة، والصمت خياراً لا خوفاً. غرامشي، في جملته الصاعقة، وضع إصبعه على الجرح الأكثر نزفًا: أن الكرامة لا تُمارس من موقع العوز، ولا تُنتج في ظلال الامتنان الإجباري. الاستقلالية المادية، فردية كانت أو وطنية، لا ينبغي أن تكون رفاهية الأثرياء فقط، بل حقّ كل إنسان في سبيل أن يبقى حرّاً.…
جلست تكتب.. وقعدوا الصبايا الستينيات، كل وحده بوزها شبر تحت دالية نصها ميت … كانت الدنيا العصر في حارة على طرف قرية بعيش فيها ناس وجاج وغنم وحمير … الدنيا موت حر.. وفي حر زيادة جاي من نفس الغول اللي ساكن على حدود القرية! كل ما تنفس بحرق شجرة وكل ما ضحك بينشووا الجاجات مع الكبار والصغار اللي كانوا جنبه الخم بالصدفة! هداك العصر كان غير ديك ام العيد مش مبين صار له يومين الكل عارف شو صار... شافوا المذبحة! اجوا جاراتها، وحده بدها تسمع القصة والثانية بدها تنقلها والثالثة مش عارفة ليش جاي وفي كم واحدة شافوا جمعة خافوا يروح عليهم اشي.. مر الوقت ما حد قدم لا شاي ولا قهوة صرخت ام العيد وهي تمسك رأسها حتى لا يطير نافوخها (على قولتها): مش قادرة اسكت!!! ولكم مش قادرة ثم أجهشت بالبكاء وبدأت تلطم رأسها بيديها! : راح ولكم راح ... راحوا كلهم أمسكتها نداء ورجاء جاراتها: اهدي إهدي مش قلت رح تحكي برواق؟ اهدي خلي الناس تفهم! : كيف كيف هيك؟! وين كنتوا لما راح!؟ مش هذا اللي كنتوا تقولوا انه زي ولادكم!؟ : وانه بنت هال***** محترمين يم!!! ما لقيت تعمل حفلة تخريج الفار غير يوم ما عرفنا انه مات الديك؟؟؟ ولكم الناس انجنت!؟!؟ تمتمت بعض النساء: طق شرش الحيا؟ قالت إم الأديب: مهو جوزها غريب بفهمش عادتنا!!! ردت عليا: وعلى ايش تتجوز سك ناجي!؟ بمرقة عنترة أبو ريالة : قلة رجال !!!! ام ثائر ما قدرت تظل ساكتة!!! قامت ردحت لعنترة تحت نعالي! تحت نعالي فقيل لي عيب عليك، فكررت مقالي.. ثم قيل لي عيباً عليك فكررتُ مقالي! فانتبهت قليلاً الى سوء مقالي.. فقدمتُ اعتذاري لنعالي! عم الصمت الدنيا صارت المسا جاءت الممرضات وأمسكت أيادي السيدات: يللا يا صبايا نادت مديرة الشفت المسائي: رسمية تأكدي الابواب مسكرة نظرت لها بلطف: كيف الرواية؟ : قربت تخلص يعني كمان كم ساعة أو كم سنة -مسكت ايدها -: زكريني شو اسمها؟ :(مذبحة في مستشفى المجانين)…
في بلاد بتعتمد ملكية البلد للفرد، ملكية الزوج لزوجته، ملكية المدرسة للطالب، وانتهاءا بتسمية الموظف ب(ابن الشركة). تقدس مجتمعاتنا فكرة امتلاك القوي للضعيف. وإن كان للنماذج السابقة الحق أحيانا في الاعتراض أو إيقاف دائرة الإيذاء المبرر بالملكية إذا زاد عن حده. فإن المعتاد عليه من ادعاء امتلاك الآباء للأبناء، ما بتمنحهمش هذا الحق ولا تلك القوة. كل كام شهر، أو بالأحرى كل كام أسبوع، ومع وابل من جرائم العنف المنتشرة في المجتمع ، مازالت هناك قضية بتظهر على الساحة من جرائم اعتداء الآباء على الأبناء بتثير الغضب في نفس الرأي العام، وتحتل بؤرة التريند الإعلامي، وتستدعي تدخل المسئولين. آخرهم حادثة الطفل مينا اللي اتصور أبوه وأمه وهم بيعذبوه ضربا في البلكونة وهو بيصرخ صراخ مرير، وبالصدفة صورتهم إحدى الجارات وانتشر الفيديو فتم القبض على الأب وتحويل الطفل إلى إحدى دور الرعاية، بينما خرجت أمه المشاركة في تعذيبه وهي مستغربة جدا فكرة التصوير، وانتشار الحادثة، وأفورة الناس - في رأيها- في ردود الأفعال. شعارها طبعا هو (ابننا واحنا حرين فيه) (واكسر للعيل ضلع يطلع له ٢٤). أم مينا متضايقة من فكرة التصوير والفضيحة بينما ما عبرتش بكلمة واحدة عن إحساس بالذنب ناحية ابنها اللي هرسته هي وابوه. وكأنه مجرد شيء بدون مشاعر ولا حتى جسد يشعر بالألم. هو مجرد شيء وجد هناك عشان تمتلكه وتأدبه إنشالله حتى تموته .. ابنها وهي حره فيه. من التأديب وحتى الموت. بالطبع دي مش أول حادثة، تسبقها حادثة الرجل اللي ضرب بناته الاتنين حتى الموت عشان مش راضيين يروحوا الحضانة. والأب اللي شال بنته رماها على الحيطة دماغها اتفشفشت عشان كانت بتزن. والطبيب المحترم اللي قتل ابنه طالب الإعدادي ضربا عشان ماكانش بيذاكر كويس. ألف مبروك يا دكتور، الواد زمانه بيذاكر في الآخرة، وان شاء الله يطلع من الأوائل عشان تبقى تتفشخر قدام العالم بأملاكك ، بابنك اللي انت حر فيه!. "ابني وأنا حر فيه". جملة قصيرة، لكنها ثقيلة بكم من العنف النفسي والجسدي اللي بيُمارَس على أطفال لا حول لهم ولا قوة. جملة بتمنح الأهل رخصة مفتوحة للإيذاء، طالما أن "النية" تربية، و"المصلحة" تأديب. لكن ماذا عن الطفل؟ عن الجسد الصغير اللي بيتلقى ضربات الشحط والشحطة الكبار؟ عن النفس اللي بتُهشَّم باسم المحبة على إيدين شخصيات نرجسية وسادية وغير سوية على الإطلاق؟ ماذا عن العينين المتوسلتين اللي مش فاهمين ليه يُفترض أن الألم يساوي الحب؟ ثم ماذا عن القانون؟! القانون كالعادة في مسائل حفظ النفس وحماية الضعيف من المتجبر المريض، في ذمة الله. وبينما في دول العالم اللي دايما بننتقدها لما نزعمه من تفسخ أسري وعائلي يسودها، مجرد انك تصرخ في وجه طفل، ده فعل يستدعي التحقيق إذا تم ابلاغ السلطات عنه. من المخجل أننا في 2025 وما زلنا بحاجة لنؤكد على أن الأطفال ليسوا ملكية، بل بشر. وأن حب الطفل لا يعني أذيته، بل حمايته. وأن من يبرر الضرب بحجة التربية، يشبه من يبرر الغدر باسم الغيرة، أو القتل باسم الشرف. بس هنقول إيه؟! يبدو ان ٢٠٢٥ بتاعتنا تساوي عصور ما قبل التاريخ عند الناس التانيين..…

1 سناء العاجي الحنفي: عن الأذان... ومكبرات الصوت 2:58
2:58
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب2:58
الأذان قد يكون من أحبّ الأصوات للكثير من الناس. فيه بُعد روحي عميق، وهو يشكّل لحظة فاصلة بين زمنين: زمن الانشغال، وزمن التوجّه إلى الله. لكنه، في نفس الوقت، قد يتحوّل إلى مصدر إزعاج حين يُرفَع عبر مكبّرات الصوت بشكل مبالغ فيه. خصوصًا... في ساعات الفجر الأولى. شاهدت مؤخرًا مقطعًا يشتكي فيه مواطن من هذا الموضوع، ووجدت نفسي أتفق معه تمامًا. ليس الأذان هو ما قد يزعج، بل الأسلوب الذي يُؤدّى به في أحيان كثيرة، كاستخدام مكبرات الصوت بدرجات عالية جدًا، في ساعات يكون فيها بعض الناس نيامًا بعد عمل ليلي شاق، أو مرضى بحاجة إلى الراحة، أو أطفال عليهم الاستيقاظ باكرًا للمدرسة... كل هذا لا علاقة له بجوهر الدين، ولا بروح الأذان. في زمننا هذا، لم نعد بحاجة إلى الصوت المرتفع حتى نتذكّر أوقات الصلاة. لدى معظمنا هواتف ذكية، وتطبيقات، وساعات رقمية، تتيح لكل فرد أن يضبط منبّهه في توقيت الأذان، وبالأسلوب الذي يناسبه. في نفس الوقت، في زمننا اليوم، تغيرت كثيرا ظروف الحياة ومواعيد العمل والدراسة. لم نعد جميعنا ننام بعد صلاة العشاء ونستيقظ فجرا. هناك أشخاص يشتغلون بدوامات خاصة ومربكة أحيانا: أطباء وطبيبات، حراس أمن، عاملات نظافة، عناصر الشرطة رجالا ونساء، الممرضون والممرضات، العاملون والعاملات في القطاعات السياحية والفندقة وغيرها من المهن التي تفرض مواعيد عمل مختلفة ومرهقة أحيانا. هناك أطفال يستيقظون في الصباح الباكر للالتزام بمواعيد مدارسهم. هناك مرضى يحتاجون للراحة والنوم. هناك أجانب مقيمون أو عابرون.. يمكننا تماما أن نتصور أذانا لصلاة الفجر، بدون مكبر صوت... فهناك اليوم مساجد في كل مكان. وهناك، كما قلنا، هواتف ذكية ومنبهات تساعد المهتمين على الاستيقاظ في مواعيد الصلاة. الاستيقاظ للصلاة... دون إزعاج غير الراغبين فيها. الدين ليس فرضًا بالصوت العالي، بل اقتناع داخلي. والإيمان لا يحتاج إلى أن يُسمَع على بعد كيلومترات، بل أن يُعاش في السلوك والاحترام والهدوء. نعم، للأذان مكانته وقدسيته، ولكنه لا يجب أن يتحول إلى مصدر إزعاج. فخشوع الإيمان لا يحتاج إلى صخب… بل إلى هدوء يلامس الروح.…

1 هند الإرياني: رغم كل الأحداث الجارية تظل هديل مانع الأكثر مشاهدة في اليمن 3:03
3:03
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:03
قد تعتقد أن السياسيين هم الأكثر مشاهدة في وقت تعيش اليمن فيه حروبًا وأزماتٍ. قد تظنّ أنّ خطابًا لذاك الزعيم الفلاني أو العلاني هو الفيديو الأهمّ بالنسبة لليمنيين والذي يحصل على "الأعلى مشاهدة"، ولكن هذا ليس صحيحًا. من يحصل على ملايين المشاهدات وينتشر اسمه مثل النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعية هو فتاة شابة صغيرة الحجم مليئة بالطاقة والحيوية و"خفة الدم" إنها الفنانة اليمنية هديل مانع. هديل مانع فنانة يمنية في مقتبل عمرها، مثلت في عدة مسلسلات يمنية، مطلقة ولديها طفل. قد يبدو أن هديلًا مثلها مثل أي فنانة يمنية ولكنّها تختلف، فهي الفنانة الأكثر جدلًا والتي تتعرض لهجمات بشكل يومي من كل الأطراف، وفيديوهاتها هي الأكثر مشاهدة ليس بسبب الإعجاب بها فقط ولكن بسبب أن الكتابة عنها وشتمها أصبح طريقًا للحصول على مشاهدات عالية. ولا أحد يعرف لماذا هديل بالذات؟! عندما نشاهد فيديوهات هديلٍ القديمة تبدو فتاة عادية جدًّا مثل أي فتاة يمنية وترتدي الحجاب. تحكي هديل في إحدى مقابلاتها بأنها لم تكن تفكّر أن تكون ممثلة، وأنها جربت الغناء وجربت العمل في التمريض، ولكنها وجدت نفسها في التمثيل. بدأت بنشر مقاطع لها في التيك توك، وهذا ما جعلها تصل لأحد المخرجين الذي كان يبحث عن وجه جديد موهوب. ربما في ذلك الوقت لم تكن هديل مستفزّة بالنسبة لليمنين. ولكن حياة هديل تغيّرت كثيرًا، فقرّرت أن تظهر بالشكل الذي تريده وتعيش الحياة التي اختارتها. تحدّثت عن طلاقها في إحدى الفيديوهات ثمّ عرف المشاهدون أنها استقرّت في مصر، ثمّ خلعت الحجاب وهنا جنّ جنون اليمنيين. ورغم أن هناك فنانات يمنيات لا يرتدين الحجاب ولا يتعرّضن لأيّ هجوم إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لهديل. ربّما لأنها عُرفت كفنانة وهي ترتديه؟ ربّما لأنها لا تتورّع عن الحديث عن حياتها، ولا تهتمّ بأن تظهر كما هي فهي تمثّل الفتاة الشابّة الحرّة التي يرفض المجتمع تقبّلها خوفًا بأن تكون مثالًا تقلّده الفتيات. ورغم أنّ أغلب ما ينشر عنها هو تنمّر وسباب، فإنّها لَم تنهر أو تتراجع أو تغضب وأقصى ما فعلته هو أنَّها في بداية هذا العام نشرت فيديو قالت فيه بأنّها كانت دائمًا صامتة، ولكنّها قرّرت أن تتحدّث وقالت لمن يراها بأنّها "مش كويسة" فهي تخطئ بحقّ نفسها، لا بحقّ الآخرين، ولم تعتدِ على أحد. هديل بدأ نجمها يسطع أكثر خاصة عندما قام تامر حسني بنشر فيديو لها وهي تغني أغنيته الجديدة، وتحرّك رأسها ويديها مع الموسيقى بكلّ سعادة وشغف. الفيديو مثل كل فيديوهات هديل انتشر بشكل كبير مما جعل تامر يقوم بإعادة نشره على صفحاته في السوشل ميديا ووصف هديل بـ"الناس اللي زي العسل اللي تهيبر". كان نشر تامر حسني لهذا الفيديو سببًا بأن عُرفت هديل لدى شريحة أوسع، وتحدّث عنها مؤثّرون من مصر على تيك توك. هديل هي صورة للمرأة الشابة الناجحة التي لديها طموحات كبيرة، والتي بدأت شهرتها بأنها مثّلت وهي تتحدّث باللهجة (الخُبَانِيَّة) في مسلسل يمنيّ محليّ. هي حديث الناس اليوميّ، ولكنها اليوم تركّز فقط على نجاحها، وتقول: "إن شاء الله تشوفوني عربيًا وعالميًا، وعندي أحلام وأهداف كثيرة لازم أحقّقها".…
كان اللقاء الأول بيني وبين والد عروس ابني منير مفصلياً. جلسنا متقابلين على طاولة مستطيلة في كورنوول، نتبادل المجاملات الحذرة والابتسامات المترددة، أنا اللبنانية القادمة من شرق يفيض بتاريخ دموي، وهو البريطاني المتقاعد الذي عاش عمره في بلدة مسالمة لا تحتمل إلا لوناً واحداً وسماءً واحدة وكنيسة واحدة. لكن شيئاً ما تكسّر حين نظر إليّ وقال: "كنت أظن أننا نعرف كل ما يجب أن نعرفه عن العرب… ثم تعرّفنا إلى منير، ووقعت ابنتي في حبّه، ونحن وقعنا في حبّه أيضا". هذه الجملة، البسيطة في ظاهرها، قلبت داخلي مفهوماً كاملاً. لم يكن يقصد منير الشخص فقط، بل منير المرآة: ذاك العربي الذي غيّر سرديّة عائلة بأكملها، ليس بخطاب سياسي، ولا بكتاب مفتوح، بل بقُبلة، وحب، وموعد، وعرس، وقلب مفتوح على الاحتمالات. ربما، فكّرت، الطريق إلى كسر الصور النمطية لا يمر عبر مؤتمرات ولا عبر عقود من التفاوض العقيم، بل عبر زواج مختلط، عبر طفل يحمل اسماً مزدوجاً، ولهجة هجينة، وهوية لا تنتمي إلى أحد بالكامل، بل تنتمي إلى الجميع قليلاً. ربما، فكّرت، نحن بحاجة إلى مزيد من الحب العابر للحدود والتصنيفات. إلى المزيد من القصص التي تبدأ بنظرة وتنتهي بعهد، لا بنزاع. ربما هكذا نفهم أخيراً أن الآخر ليس تهديداً، بل فرصة. وأن الخوف من المختلف يولد من الجهل. وأن الجهل دواؤه الحميمية العارفة — لا التنظير. وأن كسر الحواجز لا يحتاج جيوشاً بل وليمة حب. وأن قبول الآخر لا يُدرَّس، بل يُعاش. ربما، فكّرت، نحن في حاجة إلى ثورات ناعمة. ثورات تشتعل في قلب لا في شارع. ثورات تخلق أوطاناً جديدة، لا على الخريطة، بل في الوجدان.…

1 عروب صبح: المأزق الأخلاقي.. بمن نهتم؟ ومن نتجاهل؟ 3:14
3:14
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:14
في هذا العالم المليء بالتناقضات، تتجلى مفارقات مريرة: بينما يُنفق البشر مليارات الدولارات سنويًا على (صناعة) رعاية حيواناتهم الأليفة، ويكتبون لها وصايا تحفظ “حقوقها” بعد موتهم، يتسبب نفس البشر بنفوق حيوانات برية وانتهاء وجودها تماما!! المصيبة أنهم في أثناء ذلك يراقبون موت آلاف الأطفال قصفاً، جوعًا وقهرًا تحت قصف الحروب أو في خيام النزوح دون أن يرفّ لهم جفن. في عام 2024، تجاوز الإنفاق العالمي على الحيوانات الأليفة 270 مليار دولار، بحسب تقارير شركات الأبحاث مثل Statista وEuromonitor. في الولايات المتحدة وحدها، أنفقت الأسر أكثر من 147 مليار دولار على الطعام والعلاج والتأمين (والعناية النفسية) للقطط والكلاب، بما فيها حفلات أعياد الميلاد والتصوير الفوتوغرافي. في أوروبا، أظهرت تقارير فرنسية وألمانية أن بعض الأثرياء خصصوا وصايا بملايين اليورو هات لحيواناتهم، مثل القطة “شوبت” التي ورثت عن مصمم الأزياء كارل لجارفيلد ثروة تقدّر بـ13 مليون دولار. بعض مكاتب المحاماة تنشغل في كتابة وصايا قانونية للقطط والكلاب، تتضمن تعليمات دقيقة عن نوعية الطعام، والأطباء البيطريين، وحتى من يُسمح له بمرافقتها. تجاهل الموت في المقابل، يعيش ملايين الأطفال في مناطق الحروب والمجاعات دون طعام ودون أمان. في غزة، تجاوز عدد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل منذ أكتوبر 2023 حتى منتصف 2025 أكثر من 18 ألف طفل، معظمهم تحت الأنقاض أو في المستشفيات المنهارة. أطفال لا يملكون وصية، ولا حتى كفنًا. هناك في غزة أكبر عدد للأطفال الذين بترت أطرافهم في التاريخ!! أما في السودان، فقد قالت منظمة اليونيسف إن هناك أكثر من 3 ملايين طفل مهددون بالموت جوعًا، نتيجة الحرب الأهلية والنزوح، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي تجاهلها الإعلام العالمي. من نحن؟ السؤال ليس عن درجة نبل الانسان في حب الحيوانات، التي يجب علينا العناية بها (كلها) بشكل بديهي! ولكن السؤال هنا هو عن غياب الاتزان والتوازن الأخلاقي!!!!! هذا اذا اتفق البشر على تعريف الأخلاق. كيف يمكن لإنسان أن يُبدي كل هذا الترف والقلق تجاه حياة حيوانه الأليف، بينما لا يملك القدرة – أو الرغبة – على أن يتأثر بموت طفل مجوّع في مخيم، أو آخر مبتور القدمين من غارة؟ كيف وصلت الإنسانية إلى هذا الحد الجنوني من الانفصال العاطفي؟…
فيه نوع كده من أنواع البشر، أول ما يسمع إن فيه حرب قامت في طرف من أطراف الكوكب، يتوجه ليحمل سلاحه المفضل لمواجهة الظروف المثيلة، ألا وهو: الريموت كونترول، يقعد على طرف الكنبة، يجهز طبق من البطاطس المحمرة، أو يقطعله طبق بطيخ ساقع، ويبدأ رحلة التصاق مرضي بالتليفزيون. يتابع نشرات، يتفرج على تحليلات، يسمع رأي المحلل السياسي، والمحلل الاستراتيجي، والمحلل الاقتصادي والمحلل العاطفي كمان لو لزم الأمر. وكل ده ليه؟ عشان يحس إنه “واعي” أو “مهتم”، أو إنه بيشيل همّ الأمة.. المنطقة .. العالم والكوكب. بس يا صديقي… ما نسيب الريموت لحظة ونبص في المراية. ماذا سيفعل هذا الكتكوت الضعيف في مواجهة انفجارات الكون؟ .. كل تظن إن اهتمامك قادر يغير رأي بوتن أو نتانياهو؟ هل ريموتك هو اللي ممكن يحول دفة الحرب لتكون لصالح الناس اللي معانا مش الناس التانيين؟ ! يعني ما تبقاش مش قادر تحسم هتطبخ إيه النهاردة، وحيران بين مكرونة ولا بطاطس محمرة، وأساسا بتاخد قرارات عيالك وانت قلقان من تأنيب وزن مراتك وتيجي تقوللي ”أصل الوضع في الخليج متأزم". هو فعلاً متأزم، بس حضرتك مالك؟ هتعمل إيه؟ هتبعت طيارة؟ هتفاوض؟ هتعمل هدنة؟ هتشيل السلاح وتنزل الساحة مع الفدائيين؟ ما عندكش لا قرار، ولا تأثير، ولا حتى وسيلة لتفريغ التوتر اللي بيجري في دمك طول اليوم من كتر التلقي. الواقع إن اللي زيي وزيك، ناس عادية، ما يملكونش من أمرهم إلا مساحة ضئيلة من الحياة. مساحة لو اتخربت، يبقى اتخرب بيتنا رسمي. يعني مثلاً، لما تفضل طول اليوم عينيك على شاشة الجزيرة ودماغك في الشرق الأوسط، غالبًا هتلاقي نفسك بتزعق لابنك وهو بيحاول يحكي لك إن المدرّسة قالت له ”برافو“أو هتقوم ترن بنتك علقة عشان ما غسلتش سنانها قبل ما تنام. هتنسى ترد على صديقك اللي بعت لك رسالة فيها مسحة حزن. هتعدي من قدّام المراية ومش هتشوف نفسك من كتر العتمة اللي مغلفة دماغك ومشاعرك وبتاكل في أعصابك كل يوم وانت بتعد أرواح الضحايا على حدود ما تعرفش تلاقي مكانها على الخريطة من غير مساعدة جوجل مابس.. الأخبار دي مش هتنقذك. هي بس هتسرق منك سلامك، وتخطف منك نومك، وتحطك في حالة حداد دائم على عالم ما كانش مستني رأيك من الأساس. وده مش معناه إنك تكون عديم إنسانية، ولا إنك تغمض عينك عن الحق، لكن معناه بشكل براجماتي بحت هو: انك لازم تحمي نفسك. لأن الإنسان الهش اللي زينا، لما يقرر يشيل العالم على دماغه، بينسى يشيل نفسه من على الأرض. افصل .. افصل عشان تعيش. لما تدي نفسك واحبابك واللي حواليك فرصة تشموا نفاسكم ، تنتبهوا لحالكم، تاخدوا بالكم من صحتكم النفسية والجسدية تضموا بعض، تسندوا على بعض وتحاولوا تحسنوا حياتكم والدواير القريبة حواليها، ماهو ده في حد ذاته ممكن ينقذ العالم يا صديقي. . اقفل التليفزيون. اسق زرعتك. احضن ابنك. قلّل صوت العالم شوية، يمكن تسمع دقّات قلبك وساعتها هتبقى بتنقذ العالم برضه ، أصل العالم إيه يعني غير مجموعة أفراد إيديهم قصيرة صحيح تجاه الأحداث العالمية الجسام، لكنها قادرة تسند اللي حواليها وتقومهم من عثراتهم وتحضنهم حضن طمأنينة. وتدفعهم للأمام. ماحدش واخد منها حاجة يا صديقي، ياكشي تولع، و ياما دقت على الراس طبول، و مطرح ما ترسي هندقلها.…

1 سناء العاجي الحنفي: مراحيض عمومية بدون مواطنة 2:43
2:43
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب2:43
حديثنا هذا الأسبوع عن المراحيض العمومية، وعن المواطنة. عن حاجتنا لتطوير الوعي بقيم احترام الفضاء المشترك واحترام الآخر. وعن حاجتنا لأن نشبه بعض شعاراتنا. في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، صادفت مراحيض عمومية جديدة، نظيفة، منظمة، ومجانية. شيء جديد في مدننا وأعترف أنه أعجبني. أخيرًا، تتوفر لدينا بنية تحتية كنا نحتاجها بشدة، خصوصًا للنساء، لكن أيضا لعموم من يقضون وقتهم في الفضاءات العامة؛ ويحتاجون لمراحيض عمومية. التقطت بعض الصور، واقتربت من عاملة النظافة. امرأة ودودة، لكن ملامحها كانت متعبة. تحدثت إليّ بألم. قالت إن الناس، في الغالب، يتركون المكان في حالة يرثى لها. أوساخ، روائح كريهة، وأحيانًا مشاهد مقززة تجلها تشعر بالرغبة في الغثيان وهي تنظفها. بعض الرجال، كما أخبرتني، يدخلون لممارسات جنسية فردية أو ما يسمى بالعادة السرية، ويتركون خلفهم ما تضطر لتنظيفه بألم وتقزز. تساءلت: لماذا؟ لماذا لا نحترم هذا الفضاء؟ لماذا نُحوِّل ما وُجِد ليخدمنا... إلى فضاء مقزز؟ المراحيض مجانية، لكن يبدو أن المجانية لا تعني الحفاظ عليها. لدينا في ثقافتنا الشعبية آلاف الأمثلة عن النظافة. "النظافة من الإيمان"، نرددها كثيرًا. ولكن ماذا عن نظافتنا في الأماكن العامة؟ ماذا عن احترامنا لكرامة عاملة النظافة؟ ألسنا مدينين لها ببعض الوعي وبعض الاحترام؟ ثم، ألا يفترض أن نترك المراحيض نظيفة لمن سيستعملها بعدنا، تماما كما نتمنى جميعا أن نجدها نظيفة؟ في حالتنا هذه، مسيرو المدينة وفّروا البنية التحتية التي طالما طالبنا بها. لكن البنية التحتية وحدها لا تكفي. نحتاج بنية أخلاقية تحميها. ونحتاج لتطوير قيم احترام المشترك. نحتاج مواطنًا ومواطنة يدركون أن استعمال المرحاض العمومي ليس فقط حقًا... بل أيضًا مسؤولية. مسؤولية تجاه الآخر الذي استعمله قبلنا والذي سيستعلمه بعدنا. ومسؤولية اتجاه المرأة التي تنظفه يوميًا بصمت.…
م
مدونة اليوم

1 هند الإرياني: اللبنانيّ الذي فهم سرّ الحياة 2:39
2:39
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب2:39
عندما عشت في لبنان شاهدت كيف أنّ الاستمتاع بالحياة شيء مقدّس بالنسبة للبنانيّين؛ الخروج للسهر في نهاية الأسبوع، أن يلبس أفخر ما لديه، ويأكل أفضل الوجبات، أن يمارس هوايته والتي في كثير من الأحيان هي مهنته، وحتى في أشدّ الأزمات والمشاكل كان دائما هذا اللبناني يستمرّ في ممارسة حياته كأنّ شيئًا لم يكن، وكأنه فهم سرّ الحياة. انتشر فيديو مؤخّرًا للبنانيين -شبابًا وشابّاتٍ- على سطح أحد البارات يرقصون، وهناك عازف سكسفون يعزف أثناء مرور الصواريخ، وهم يشاهدونها ولا يحرّكون ساكنًا، وكأنهم يقولون: "لا شيء سيمنعنا عن الاستمتاع بسهرة نهاية الأسبوع (الويك إند)". هذا الفكر برأيي هو الذي أنقذ الإنسان اللبناني، أي ساعده على أن يبقى، أو بالإنجليزية survive ولولا ذلك لكان بعد كلّ هذه الحروب والأزمات تحطّم، ولم نكن لنراهم يبدعون في كل المجالات حول العالم. هناك فرق بين أن يفقد الشخص الأمل في كل شيء ويتجاهل الحياة، وبين ما يفعله اللبناني. فهو يهتمّ بأن يتعلّم تعليمًا جيّدًا، يهتمّ بأن يحصل على وظيفة جيّدة، يهتمّ بأن يعيش الحياة بكلّ متعتها. هو ليس متجاهلًا للحياة وما يحدث فيها بل على العكس هو يحبّ الحياة لدرجة أنه يتجاهل كلّ ما يقف في طريق الاستمتاع بها. حتّى وإن كان لا يملك شيئًا، فهو سيبدو لك وكأنه ملك يعيش في أفضل حالاته. قد نفسر ذلك على أنه تباهٍ واستعراض show off أو حبّ المظاهر، ولكنني أفسّره على أنّه حب للذات، وإصرار على البقاء. طبعًا ليس كلّ اللبنانيين كذلك، ولكنّي أقصد في هذه التدوينة الغالبية التي تشكّل السّمة العامّة. حاليًّا كلّ العالم يمرّ بأزمات ومصائب من كلّ الأنواع أقلّها الأزمة الاقتصادية. ولذلك علينا أن نتعلّم نحن أيضا سرّ الحياة، أن نبحث عن أيّ شيء يسعدنا لنقوم به، أن نتناول وجبة لذيذة، أن نستمع لموسيقى نحبها، أن نمارس هواية تشغفنا. أيّ شيء مهما بدا صغيرًا ولكنه يسعدك في هذه اللحظة قم به وتعلّم سرّ الحياة من اللبناني.…
كثيرون حول السلطة… قليلون حول الوطن. ثمة جملٌ لا تُقال بل تُكتَب على جسد التاريخ. جملة غاندي هذه ليست حِكمة، بل مرآة. مرآة مائلة، لا تُجامل ملامحنا. تكشف من نكون… حين نُمنَح الفرصة. السلطة تُشبه الضوء الاصطناعي. يُغرينا بلمعانه، ثم يحجبُ عنا النجوم. من السهل أن نلتفّ حولها. أن نُصفق لمن يصعد. أن نرسم ولاءنا في دفتر الغنائم. أما الوطن، فصامت. لا يصرخ. لا يُغري. لا يطلب. فقط ينتظر أن نحضر، حين لا يرانا أحد. كثيرون حول السلطة… لأن حولها أضواء. لأنها تصعد بنا، حتى لو على أكتاف الآخرين. السلطة لا تطلب وفاءً، تطلب مهارة وشطارة. تتسعُ للجميع، ما داموا يجيدون الرقص. أما الوطن، فهو خفيف لا يحتمل الادّعاء. يريد من يُحبّه بجهد لا يُرى، بإخلاص لا يُعلن، وبحب لا يُصوَّر. يريد من ينقّب في حجره، لا من يتصوّر على خرائطه. حين تنكسر البلاد، نرى من كان حول السلطة فقط. وجوهٌ لا تحفظ الخرائط، لكنها تحفظ الطريق إلى الميكروفون والشاشة. الذين حول الوطن قليلون… لأن الطريق إليه غير مبلّط. مليءٌ بالحفر، والمساءلة، والتعب. والعائد منه غير مضمون. لكن فيه المعنى. ربما لهذا كان الوطن دومًا فكرة. لا نصل إليها، بل نسير نحوها. أما السلطة، فمحطة. يصل إليها الجميع، لكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بعدها. غاندي كان يعرف. كان يعرف أن السلطة، في غياب الوطن، تتحول إلى قفص ذهبي. وأن الوطن، حين يُحبّ، يتحول إلى محراب. ربما نسينا هذا في لبنان. ربما تكدّست الوجوه في المراكز، وقلّت في الساحات. لكن الجملة باقية، تحوم فوق رؤوسنا كتحذير. كثيرون حول السلطة… والأوطان تُبنى دومًا بالقليل.…
م
مدونة اليوم

إذا نطقوا، تساقطتْ البلاغةُ من أفواههم... العرب.. الكلمة التي تحملُ أكثر مما تَسَعُه اللغة، وأكثر مما تحتمله الجغرافيا. ساميون، مهدهم الأول كان اليمن، أرضُ اللبان والبخور، وأرضُ سبأ وحمير ومعين، مزارعون في سهول مأرب وتجار في أسواق حضرموت ورواة في بلاط الحيرة وتدمر. من هناك خرجت العرب العاربة، أبناء قحطان، وجعلوا من اليمن أمّ العرب، ومن لغتهم نبعًا لكل فصاحةٍ أتت بعدهم. حين نزل إسماعيل عليه السلام في مكة، جاءته جرهم اليمنية، فآوته، وعلّمته العربية، تعلّمها عن حبّ، لا عن وراثة، وصار أول المستعربين، من نسله جاءت قريش، وجاء معها القرآن، فتوحّد اللسان، وسقطت كل الفواصل القديمة. تداخل العرب مع الأراميين الساميين وأثروا وتأثروا بهم في مراحل التمدن اللاحقة حتى في خطوط كتابتهم. يُحدثنا النسّابون الأوائل — من أمثال ابن هشام وابن الكلبي والطبري — فيما شاع في كتب الأنساب والسير، قيل: إن العرب ثلاثة أقسام: 1. العرب البائدة: وهم أممٌ سكنت الأرضَ قبل أن يُدوّن التاريخ أسماءهم. عاد، وثمود، وطسم، وجديس… اندثروا في جوف الرمال، ولم يبقَ منهم إلا ذكرى القصص. 2. العرب العاربة: وهم أبناءُ يعرب بن قحطان، سكانُ اليمن الأوائل، من أمثال حمير وكهلان، ويتفرع عنهم الأزد وطيء وهمدان. قيل إنهم وُلدوا عربًا، وتشرّبوا العربية كما يتشرّب النخيل ماءَ الوادي. قالوا الشعر قبل أن يخطّوه، وصاغوا الحكمة قبل أن تُروى. 3. العرب المستعربة: وهم نسلُ إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليهما السلام، الذي شبّ بين جرهم القحطانية في مكة، فتعلم لغتهم، وصاهرهم، فأنجبت ذريته قبائل مضر وعدنان، ومنها خرجت قريش، قبيلة النبي محمد عليه السلام. هذا السرد في الفرق التاريخي بين “العاربة” والمستعربة” ليس ليفرّق بين الناس، وإنما ليكشف تنوع النبع الواحد. فالعرقُ العربي ما كان يومًا نقاء دم، بل كان نقاءَ لسانٍ وصدقَ انتماء. فالعروبة حضراً وبدواً ليست نسبًا وليست جغرافيا فقط، بل ذاكرةٌ، وثقافة، وتاريخ عريق ممتد، وحاضر متشابك، ومتطور، ومتغير. فيه من الفخر الذي نحتفي به وفيه من العار الذي نبرأ منه هي نُطقُ امرئ القيس معلقته في الصحراء، الى فصاحة سيبويه، هي عبقرية ابن الهيثم وحكمة ابن خلدون وابن رشد وريادة فاطمة الفهرية ومجالس الشعر في الأندلس كما هي قصائد شوقي وطوقان وأحمد رامي وهي دمعة جدة فلسطينية في الشتات تشتاق رائحة بيارات والدها في يافا، وضحكة طفلٍ سوري في مخيمٍ اللجوء يتوق الى دمشق. العروبة لا تروى بمقال قصير هذا وقت نحتاج فيه أن نتذكر من نحن.…
م
مدونة اليوم

1 سناء العاجي الحنفي: طفلات في سوق الهشاشة... 3:00
3:00
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:00
في مطلع هذا الأسبوع، تناقلت وسائل الإعلام في مصر حكاية فتاة في الخامسة عشر من عمرها تجلس إلى جوار "عريسها" المصاب بمتلازمة داون، احتفاء بزواجهما... لاحقا، كشف المجلس القومي للطفولة أنّ الزواج عُقد عرفياً في محافظة الشرقية، خارج أي إشراف قانوني، وأن النيابة العامة بدأت تحقيقاً عاجلاً في قضية انتهاكٍ واضح لحقوق الطفلة بالنظر لسنها، لأن القانون المصري يحدد سن الزواج في ثمانية عشر عاماً. لو لم تنتشر الواقعة على وسائل الإعلام وتتدخل النيابة والمجلس القومي للطفولة، لكانت الأسرة بالفعل ستقوم بتزويج ابنتها القاصر، بعقد عرفي لا يحمي حقوقها، لشخص مصاب بإعاقة يحتاج هو نفسه لحماية ورعاية خاصة بسببها. حسب تقديرات رسمية، تتجاوز حالات تزويج القاصرات ربع الزيجات المسجَّلة سنوياً في مصر. وفي هذه الواقعة، نحن أمام بشاعة المتاجرة في حقوق تلك الطفلة وانتهاك أبسط مبادئ الحماية والرعاية لصالحها. حين تُزوَّج قاصر، فنحن لا نُخرجها فقط من مقاعد الدراسة، بل نُدخِلها قسراً في دور الأم والزوجة قبل أن تكتمل ملامحها النفسية والجسدية. وحين يكون العريس شخصا مصابا بإعاقة كمتلازمة داون، فهذا يعني أيضا أنه يفتقر إلى الأهلية القانونية والنفسية الكاملة. أي أسرة يمكن أن يُكَونها هؤلاء؟ ألا تحق متابعة الوالدين في هذه الحالة؟ البعض برّر المشهد بحجة "الستر" للفتاة أو "الرحمة" للشاب، وكأن الرحمة به لا تتحقق إلا بالاعتداء على حقوق طفلة. القضية اليوم على مكاتب النيابة، لكن ضمير المجتمع كله على المحك. إذا توقّف غضبنا عند حدود هاشتاغ عابر، ستتكرّر المأساة غداً بأسماء جديدة. واجبنا اليوم أن نسأل: أين مؤسسات الدولة لحماية حقوق هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون لرعاية؟ متى سنعي، كأفراد وكمجتمعات، أن الزواج مسؤولية صعبة لا تقدر عليها بنت الخامسة عشر، لأن الزواج ليس فقط قدرةً على النكاح كما يقول بعض فقهائنا، بل هو مسؤولية أسرة. قبل أن نُدخِل طفلةً إلى بيت زوجية مبكر، أو ندفع شاباً ذا إعاقة إلى علاقة غير متكافئة، دعونا نتذكّر أن حماية الطفولة وحماية كرامة وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي معايير أساسية نقيس بها إنسانيتنا وتحضرنا.…
م
مدونة اليوم

في عام 2010 كنت أتحدّث كثيرًا، أتحدّث عن كلّ المواضيع بدون تردّد. كنت أغرّد في "تويتر" وأقول رأيي عن كل بلدان العالم، العربية وغير العربية. لم أكن أشعر بالخوف أو التردّد، ولكن ذلك تغيّر كثيرًا. اليوم في 2025 وأشاهد فيلم "احنا بتوع الأوتوبيس"، وأردّد الجملة الشهيرة "يا جابر خليك في نفسك". فتحت x -تويتر سابقاً- كلّ شيء تغيّر منذ أن تغيّر اسمه. لا أقصد هنا أن ماسك غيّر البرنامج فهذا موضوع تحدّثت فيه مسبقًا عدّة مرّات ولكنني أقصد أنّ العالم بشكل عام تغيّر. في السابق كنت أتدخّل في شؤون الدول العربية وكأنها بلدي، ولم يكن هناك مشكلة في ذلك. ربّما هناك من يعترض عندما أنتقد دولته مثلًا ولكنني كنت أستمرّ في الظهور في قنوات هذه الدول وأزورها وأهلها يستمرّون في محبّتي، ولا مشكلة في ذلك، ولكن اليوم الوضع تغيّر تمامًا. اليوم إن فكّرت أن تتحدّث عن أيّ دولة غير دولتك ستأتيك عشرات أو مئات الحسابات التي تدّعي القومية، والتي الكثير منها حسابات وهمية، ولكنّ الباقي منها حسابات حقيقية أصبحت تخاف من أيّ غريب. سيقولون لك: "إنت مالك، وش دخلك، شو دخلك، خليك في بلدك ".. إلخ. ستقوم الدنيا وستظهر حملات لمقاطعتك وإقصائك من أيّ وسيلة إعلامية تابعة لهذا البلد، وإن زرتها فربّما تتعرّض للاعتقال! لذلك أنا قررت ألّا أتدخّل ولذلك أنا صامتة. ليس هذا فقط، فالحديث عن مواضيع معينة -حتّى وإن كنت في بلد ديمقراطي وحرّ- لم يعد متاحًا بدون حدود، أصبحت هناك حدود وحدود ضيّقة. هذا قد يعرّضك لمشاكل لا حصر لها وربّما سيتمّ اتهامك بالإرهاب. لذلك أنا صامتة. الصمت في هذا الزمان -خاصّة إن كنت لا تحمل الجنسيّة الأمريكيّة- هو الذي سيحميك. نحن ضعاف جدًّا أو بالإنجليزية fragile لذلك حتى وإن كنت تظنّ أنّ رأيك صائب، وهو الحقّ، انتبه، فالزمن تغيّر.. لا تويتر هو تويتر، ولا العالم مثلما كان. حتّى وأنا أكتب هذه الكلمات أقول لنفسي.. اصمتي "خليكي في نفسك".…
قلّة هم الأهل والمدرّسون والمنشّئون في العالم العربي، الذين يربّون الأجيال الجديدة على مراس إعادة النظر. معظم هؤلاء يكتفون إما بإعطاء الأوامر، أو بنقل المعلومة، أي أنهم يقدّسون الطاعة العمياء والقبول الأعمى بدلاً من المساءلة. أما الولد الذي يعترض ويسائل أو يتساءل، فيوصف بالمتمرّد، أو بالعاق، أو بالفاسد. أي عليك، منذ طفولتك حتى شبابك، أن تخضع قبل أن تفكّر. وأكاد أجزم بأن مفهوماً مماثلاً، وهو عامل مشترك بين عدد كبير من أولياء الأمر، كي لا أقول إنه هو السائد والمطبَّق لدى غالبيتهم، هو سبب مباشر في مصائبنا الحالية، أي روحية القطيع، التي تحتقر الفكر الفردي والمساءلة النقدية، وتقدّم عليهما الالتحاق الاوتوماتيكي بالسلطة مهما كان هذه فاسدة أو غير مقنعة في الحد الأدنى. "أطيعوا بدل أن تفكّروا" أو "نفذوا ثم اعترضوا": ولكن، ما نفع الاعتراض بعد التنفيذ؟ لنفكّر أولا، ثم لنقرر بأنفسنا إذا كنا سوف ننفذ أم لا، بناء على مدى اقتناعنا بما يُطلب منا. أقول ذلك لأني أؤمن بأن خلاصنا الوحيد كشعوب وأفراد، في هذا العالم المأزوم الذي يتجه أكثر فأكثر نحو سيادة الآلة على الإنسان، يكمن في تربية الأجيال الجديدة على جوهر ما يميّزنا كبشر: أي التفكير والاختيار وإعادة النظر في كل شيء: في ما يقوله الأهل، والأصدقاء، والمدرسون، والمرشدون الدينيون، وهلم جرّا. إذا تحلينا بجرأة فعل ذلك، لن ننتج جيلاً بلا قيم، مثلما يخاف البعض، بل جيلا مستقلا قادرا على أن يعيش بوعي، ويحكم بوعي، وأن يأخذ بلداننا وثقافاتنا نحو آفاق مضيئة، بعيداً عن الاستزلام الأعمى، والتطرف الأعمى، والكره الأعمى، والعنف الأعمى، والرفض الأعمى للآخر. كفانا تنفيذاً ثم اعتراضاً. حتماً نستحق كبشر أكثر من ذلك.…
م
مدونة اليوم

1 عروب صبح: النسوية المتوحشة.. هل تُختزل العدالة؟ 3:07
3:07
التشغيل لاحقا
التشغيل لاحقا
قوائم
إعجاب
احب3:07
تاريخياً، نشأت الحركة النسوية في الولايات المتحدة كحركة تحرّرية، تهدف بالأساس الى (ضمان حق النساء البيض بالتصويت) والمساواة في الأجور. مرّت هذه الحركة بعدة موجات ثم بدأت تتفرع منها حراكات متعددة تبنت خلالها مطالبات مختلفة بدأت بالمطالبة بحق التعليم والتصويت في القرن التاسع عشر، وتطوّرت في منتصف القرن العشرين لتشمل قضايا العمل والجسد والدور، ثم اتسعت في موجتها الثالثة والرابعة لتشمل هويات متعددة وتجارب متقاطعة. اليوم، لم تعد النسوية تيارًا واحدًا، بل طيفًا واسعًا من الحراكات، تختلف في منطلقاتها وخطابها بحسب المجتمعات التي تنشأ فيها، والنساء اللواتي تمثلهن على اختلاف الثقافات. بعض هذه الحراكات بقي متمسكًا بالمبدأ الأخلاقي للعدالة، بينما انجرفت أخرى نحو خطابٍ إقصائيٍ رافضٍ لأي صوت يخالفه. ومن هذا المنطلق، يظهر ما يُسمّى بـ”النسوية المتوحشة”. دعم أعمى… وعدالة مبتورة في حوار مع نسوية قالت: "أنا أرفض دعم النساء لمجرد أنهن نساء. (بالمطلق) أنا مع تمكين المرأة لأنها إنسان متساو في الحقوق والواجبات في الدولة، لكنني أؤمن بالعدل وتمكين الإنسان — رجلًا كان أو امرأة — بناءً على الكفاءة، الأخلاق، النزاهة والعمل العام الجاد تجاه مجتمعه. الحركة النسوية إرث تاريخي من المطالبة بالحقوق ساهم فيه كل من آمن بالعدالة دون التجاوز على حق الآخر لأي اختلاف! حين تُمنح النساء مناصب شكلية، أو تُبرَّر أخطاؤهن، أو يُقمع الصوت الناقد لهن فقط لأنهن “نساء”، فإننا لا نبني عدالة، بل نخلق طبقة جديدة من التحيّز." متى تفقد المصداقية؟ حين توظف النسوية كذراع للسلطة الفاسدة وتُحتكر قضايا المرأة لصالح أصوات صاخبة، فتُقصى ملايين النساء اللواتي لا يجدن أنفسهن في هذا الخطاب المتوحش. حين تُهمَّش القضايا الحقيقية التي مازالت المرأة تعاني منها: كالاحتلال العسكري والقتل والعنف الأسري والتحرش، وسوء قوانين الحضانة، والتمييز في سوق العمل، ويُستبدل بها جدالات حول مفاهيم لا علاقة لها في ثقافة المجتمعات المختلفة. ماذا تريدين إذًا؟ أريد من الدولة عدالة للجميع. نريد إنصافًا للمرأة، نعم، ولكن أيضًا إنصافًا للرجل، والطفل. نريد خطابًا مسؤولًا، لا يخلط بين النضال والانتقام، ولا بين التمكين والتسلّط. نريد أن ندعم الإنسان الصالح، لا بناءً على جنسه، بل على أثره.…
م
مدونة اليوم

تعوّدنا كيمنيين أن نشاهد مسلسلات مصرية، أو سورية، أو لبنانية لا تشبه كثيرًا حياتنا، ولكن هذه أوّل مرّة أشاهد فيها مسلسلًا عربيًّا، وأشعر بأنه يشبه حياتي التي عشتها كيمنية في مجتمع شبيه بمجتمعي.. إنّه مسلسل شارع الأعشى. وأنا أشاهد المسلسل المستوحى من رواية الكاتبة الروائية السعودية (بدرية البشر) عدت بذاكرتي لكل مراحل حياتي في اليمن، ففي كل مشهد من المسلسل أجد أنه يشبه حياتي أو حياة امرأة عرفتها في اليمن. في أول مشهد للأخوات على سطح المنزل، وهن يستمعن للأغاني في مسجّل الصوت، أو المسجّلة. ذكّرني هذا بسطوح بيت صديقاتي اللواتي كنت أزورهنّ بشكل يومي كانت أكبر متعة لنا هي النظر للسماء وألوانها والاستماع لأغاني كاظم الساهر، والأغاني الأجنبية من الثمانينيّات. ورغم أن المسلسل يصوّر فترة السبعينيّات والثمانينيّات إلا أن المراهقة التي عشتها في التسعينيّات لا تختلف كثيراً عمّا شاهدته في المسلسل. هذا الحبّ المبنيّ على الإعجاب بشخص لا تعرفه بسبب عدم القدرة على التواصل بين الجنسين، وعزلهما عن بعضهما. التلفون الوسيلة الوحيدة للتواصل أو الرسائل الورقية والشرائط التي تحمل أغاني حبّ. الحياة التي تتخيّل فيها المراهقة أنها تعيش قصّة حبّ قويّة مع شخص لا تعرفه فقط لأن شكله أعجبها. أيضا الانبهار بالجنسيات العربية الأخرى من الرجال اعتقادًا بأنّهم ربّما أكثر حنانًا وحبًّا. صوّر المسلسل جانبًا مهمًّا، وهو تحوّل الشخص الذي كان يحبّ جارته من محبّ لمحمد عبده لمتطرّف كاره لكل شيء بعد أن حرم من الزواج منها. وتزايد التطرّف في بداية التسعينات وهي الفترة التي عايشتها وشاهدت كيف تحوّل الكثير من الرجال من لمتطرّفين فجأة، فيحرمون زوجاتهم من مغادرة المنزل. جميع الشخصيات النسوية في المسلسل تقمّصت الدور بشكل رائع. وأعجبتني شخصية عزيزة -التي مثلت دورها لمى الكناني- الشخصية المتمرّدة قليلا التي تدعم النساء الأخريات، ولديها طموحات أبعد من سطح بيتهم وحارتهم. وأعجبتني أيضا شخصية وضحى -التي أبدعت في تمثيلها إلهام علي- المرأة القوية التي تعيش بدون رجل، وكافحت من أجل أبنائها وبناتها. ذكّرتني بالكثير من النساء اللواتي أعرفهنّ في اليمن. هذا المسلسل أعادني للكثير من الذكريات، إلى شرائط الكاسيت والأغاني التي تجعلك تعيش في عالم يختلف عن عالمك. نعم، لقد كتب الكثيرون عن شارع الأعشى، ولكنّني أكتب عنه اليوم لأنّني وجدت فيه لقطات جميلة من حياة جميلة.. كدت أن أنساها.…
قامت الدنيا ولم تقعد شرقًا وغربًا، بسبب لقطة فيديو مسرّبة تظهر فيها السيّدة بريجيت ماكرون وهي توجّه ما قيل إنه صفعة إلى وجه زوجها الرئيس الفرنسيّ. اللقطة المسرّبة مثيرة طبعًا، وهي بالنسبة إليّ مثيرة للغضب خصوصاً، لكنها ألهت الناس عن همومهم ومتاعبهم ومصائبهم، وباتت شغلهم الشاغل، حكّامهم والمحكومين، كبارهم والصغار. وسائط التواصل، التلفزيونات، برامج التوك شو، الجرائد الصفراء والبيضاء، شاءت أنْ تعتبر هذا الموضوع الشخصيّ موضوعها الأساسيّ والعموميّ، محوِّلةً الحياة الشخصية إلى مشاع، إلى ملكية عامة. وهذا إنْ دلّ على شيء فعلى أنّ العالم وقح ومريض، لا يفصل بين الحياة الشخصيّة والشأن العام، بل يزدري الحياة الشخصيّة، ويعرّيها، ويبصبص عليها، ويتطاول، ويتعدّى، معتبرًا أنّ له حقًّا فيها، فيدلي بدلوه، كأنّها قضية وكأنه صاحب رأي فيها. هنا قد يقول قائل إنه لو كانت المسألة معكوسة، أي لو كان الصافع رجلاً والمصفوعة امرأة، لكانت ربما قامت الدنيا أكثر. وقد يكون هؤلاء على حق، لا لسبب سوى لأنّ العنف الممارس على النساء يكاد يكون مطبّعاً لفرط حدوثه، بينما العكس نادر الحدوث. لكنّ هذه ليست حجة طبعا لأن العنف مرفوض في كل أحواله. في المقابل، مرّت هذه المسألة مرور الكرام تقريباً في فرنسا، فلم يعرها كثرٌ اهتمامًا، ولم تشغل الناس، ولا وسائل الإعلام. لماذا؟ لأنّ الحياة الشخصيّة مقدّسة هناك، وليس لأحدٍ أنْ يتدخّل فيها، وإنْ تسرّبت بعض أخبارها إلى العلن. هذه مسألة ثقافة، ومسألة معايير، وخلقيّات، وقيم. فلا أحد تقريباً يفكّر في فرنسا، مثلًا، في اعتبار أنّه معنّي بحياة الرئيس وزوجته، ومشاكلهما الشخصيّة، ما دامت هذه الحياة تعنيهما هما فقط، ولا تنعكس على مصالحهم وهمومهم. إلّا أنّ الثقافة الكيتشيّة الراهنة سطّحت كلّ شيء، وكسرت الحواجز بين العموميّ والخاصّ، وسمحت لمعاييرها الاستعراضيّة بتتفيه الحياة وتشييئها وتعريتها، وبخلط الشخصيّ بالمشاع، بما يجعل أيًّا كان يدسّ أنفه في أمور الآخرين الحميمة. باتت الفضيحة هي موضوع الاهتمام، لا الجوع، ولا غلاء المعيشة، ولا سباق التسلّح، ولا الودائع المنهوبة، ولا حرب الإبادة في غزة. قليل من التهيّب والتحفّظ، أيها العالم. نحن ننوء تحت ركاماتنا، وأنتم مشغولون بصفعة بريجيت. هزلت!…
مرحبًا بك في مشغل أف ام!
يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.