انتقل إلى وضع عدم الاتصال باستخدام تطبيق Player FM !
اسم الله الودود1
Manage episode 325991587 series 2979995
إن أمنية كل إنسان في هذه الحياة أن يكون محبوبًا ممن حوله، غير منبوذ ولا مبغوض، ولا طريق لذلك أوثق ولا أتم ولا أسرع ولا أدوم من أن يتحبب العبد لربه -سبحانه وتعالى- فإذا أحبه الودود -عز وجل- حبب فيه أهل السماء وأهل الأرض، مصداق ذلك ما رواه أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تبارك وتعالى- إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض" (متفق عليه).
وإنك -أيها المسلم- لن تجد عنتًا ولا صعوبة في أن يحبك الله؛ والسبب: أن الله هو الودود، وكفى.
أيها المسلمون: إن الود هو خالص الحب وألطفه، والله -تعالى- هو الودود، فالود اسمه -تعالى- وفعله، والودود فعول بمعنى فاعل، فيكون معناه: الذي يود أهل طاعته ويحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم ويتقرب إليهم بنصره ومعونته، فهو -تعالى- الـمُحِبُ لأنبيائه ورسله وأوليائه، المغدق عليهم من رحمته ومغفرته، القابل لتوبتهم، والمتقبل منهم أعمالهم الصالحة، والذي يرضى عنهم ويحبِّبهم إلى خلقه، فذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96].
ووده -تعالى- بإرادته الخير والإحسان إلى عباده، منزَّه عن ميل المودة ورقتها، فإن المودة لا تراد في حق من يُوَد إلا لثمرتها لا للرقة والميل، وهذا هو المتصور في حق الله -سبحانه وتعالى- دون ما يقارنها عند البشر من رقة وميل.
أما المعنى الثاني لاسم الله الودود: فهو فعول بمعنى مفعول، فيكون معناه: المودود لكثرة إحسانه، المستحق لأن يوده خلقه فيعبدوه ويحمدوه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة:165]، فهو -عز وجل- المحبوب من عباده الصالحين؛ لما عرفوا من كماله وجماله وجلاله وعظيم إحسانه وسابغ نعمه وأفضاله... قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بشكره والثناء عليه...
والمعنى الثالث لاسم الله الودود: فهو الذي يزرع الود في القلوب ويؤلف بينها، ويصل المتقاطعين ويصلح بين المتخاصمين، ولا يقدر على ذلك إلا الله، قال -جلا وعلا-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:63].
وزرع -تبارك وتعالى- المودة بين الزوجين: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21].
وألف بين قلوب الأوس والخزرج بعد عداوة وحروب دامت بينهم مائة وعشرين سنة، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103].
202 حلقات
Manage episode 325991587 series 2979995
إن أمنية كل إنسان في هذه الحياة أن يكون محبوبًا ممن حوله، غير منبوذ ولا مبغوض، ولا طريق لذلك أوثق ولا أتم ولا أسرع ولا أدوم من أن يتحبب العبد لربه -سبحانه وتعالى- فإذا أحبه الودود -عز وجل- حبب فيه أهل السماء وأهل الأرض، مصداق ذلك ما رواه أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تبارك وتعالى- إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض" (متفق عليه).
وإنك -أيها المسلم- لن تجد عنتًا ولا صعوبة في أن يحبك الله؛ والسبب: أن الله هو الودود، وكفى.
أيها المسلمون: إن الود هو خالص الحب وألطفه، والله -تعالى- هو الودود، فالود اسمه -تعالى- وفعله، والودود فعول بمعنى فاعل، فيكون معناه: الذي يود أهل طاعته ويحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم ويتقرب إليهم بنصره ومعونته، فهو -تعالى- الـمُحِبُ لأنبيائه ورسله وأوليائه، المغدق عليهم من رحمته ومغفرته، القابل لتوبتهم، والمتقبل منهم أعمالهم الصالحة، والذي يرضى عنهم ويحبِّبهم إلى خلقه، فذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96].
ووده -تعالى- بإرادته الخير والإحسان إلى عباده، منزَّه عن ميل المودة ورقتها، فإن المودة لا تراد في حق من يُوَد إلا لثمرتها لا للرقة والميل، وهذا هو المتصور في حق الله -سبحانه وتعالى- دون ما يقارنها عند البشر من رقة وميل.
أما المعنى الثاني لاسم الله الودود: فهو فعول بمعنى مفعول، فيكون معناه: المودود لكثرة إحسانه، المستحق لأن يوده خلقه فيعبدوه ويحمدوه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة:165]، فهو -عز وجل- المحبوب من عباده الصالحين؛ لما عرفوا من كماله وجماله وجلاله وعظيم إحسانه وسابغ نعمه وأفضاله... قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بشكره والثناء عليه...
والمعنى الثالث لاسم الله الودود: فهو الذي يزرع الود في القلوب ويؤلف بينها، ويصل المتقاطعين ويصلح بين المتخاصمين، ولا يقدر على ذلك إلا الله، قال -جلا وعلا-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:63].
وزرع -تبارك وتعالى- المودة بين الزوجين: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21].
وألف بين قلوب الأوس والخزرج بعد عداوة وحروب دامت بينهم مائة وعشرين سنة، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103].
202 حلقات
كل الحلقات
×مرحبًا بك في مشغل أف ام!
يقوم برنامج مشغل أف أم بمسح الويب للحصول على بودكاست عالية الجودة لتستمتع بها الآن. إنه أفضل تطبيق بودكاست ويعمل على أجهزة اندرويد والأيفون والويب. قم بالتسجيل لمزامنة الاشتراكات عبر الأجهزة.