كارولين شهيد: ” أنا كنديّة، لماذا يسألونني دوما عن خلفيّتي”؟

RCI | العربية - تقرير

“شعري مجعد للغاية وعادة ما يكون أوّل ما يلاحظه الناس عندما يرونني. جلدي ليس أسود ولكنّني لست بيضاء. أنا غامضة عرقيا”

بهذا الكلام استهلّت الصحفيّة المستقلّة Freelance journalist كارولين شهيد مقالا نشرته في صفحة القرّاء في صحيفة ذي غلوب أند ميل.

وما يثير استغراب كارولين شهيد من هذه الاسئلة، أنّها مولودة في كندا لأبوين من مصر، وتتكلّم دون أيّة لكنة، ولكنّ الناس يستمرّون في طرح هذه الأسئلة عليها.

من أين أنت؟ ما خلفيّتك؟ والسؤال الأكثر ازعاجا حسب قولها: من أنت؟

تقول كارولين شهيد في حديث أجريته معها من تورونتو،، إنّ ثمّة أمورا كثيرة لا يقدر الناس تحديدها بشأنها،ما يدفعهم للاستفسار منها وطرح الأسئلة عليها.

“يحاول الناس أن يعرفوا من أيّ بلد أنا، وماذا يعني ذلك بالنسبة لي، في وقت أنا مولودة هنا في كندا”: الصحفيّة المستقلّة كارولين شهيد.

والأسئلة بحدّ ذاتها حول أصلها وبلدها لا تزعج كارولين شهيد وليس مستغربا أن يطرحها عليها كنديّ، ولكنّ المزعج كما تقول هو الأسئلة التالية التي تتبعها.

“منذ أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، يعاني كلّ من يحمل اسما أو لديه ملامح شرق أوسطيّة من الأحكام المسبقة، وهو ما لم يحدث من قبل. ويتساءل الناس إنّ كنّا آمنين أو نشكّل تهديدا لهم”: كارولين شهيد الصحفيّة المستقلّة.

وتضيف أنّها وُلدت وترعرعت في كندا، وكندا بلدها الذي تحبّه، ويعزّ عليها أن تكون بحاجة لأن تثبت للكنديّين أنّها كنديّة مثلهم تماما ولا تختلف عنهم على الإطلاق كما تقول.

الصحفيّة المستقلّة كارولين شهيد/Facebook/Caroline Shaheed

و تدرك كارولين شهيد أنّ الأسئلة المطروحة أحيانا كثيرة هي من باب الفضول الإيجابي وحبّ الاطّلاع، لعدم معرفة الكثيرين بقضايا تتعلّق بالشرق الأوسط وخصوصيّات المنطقة، وأن تكون مضطرّة لتوضيح الأمور أحيانا كثيرة.

“عائلتي مصريّة. وكونك من الشرق الأوسط لا يعني بالضرورة أنّك مسلم. هنالك يهود ومسيحيّون وأناس من ديانات أخرى هناك. وحتّى لو كنت مسلما، من غير المعقول أن تكون مضطرّا للتوضيح بأنّك لا تشكّل تهديدا”: كارولين شهيد الصحفيّة المستقلّة.

وينبغي حسب قولها ألّا نتوقّف فقط عند الأخبار المتناقلة في وسائل الإعلام، وأن ندرك أنّ أبناء الشرق الأوسط أناس طيّبون، ينتمون إلى حضارات عريقة و يتمتّعون بميزات فريدة، منها الكرم وحسن الضيافة، وهي شخصيّا تفخر بانتمائها إلى عائلة كنديّة من أصل مصري كما تقول في حديثها للقسم العربي.

وتروي كارولين شهيد طرفة حصلت معها، عندما كانت في المستشفى للخضوع لعمليّة، وتفاجأت بالممرَة تسألها إن كانت تريد مساعدة مترجم عندما تلتقي الطبيب، رغم أنّها تحدّثت إليها لدقائق عديدة بلغة سليمة خالية من أيّة لكنة، لتعود الممرّضة وتدرك خطأها بعد برهة.

وتروي كارولين شهيد طرفة حصلت معها، عندما كانت في المستشفى للخضوع لعمليّة، وتفاجأت بالممرَضة تسألها إن كانت تريد مساعدة مترجم عندما تلتقي الطبيب، رغم أنّها تحدّثت إليها لدقائق عديدة بلغة سليمة خالية من أيّة لكنة، لتعود الممرّضة وتدرك خطأها بعد أن لاحظت الاستغراب والدهشة في عيون شهيد.

وترى كارولين شهيد أنّ الأسئلة حول خلفيّتها المصريّة كانت عفويّة وبسيطة ، ومنها ما يدور حول الأهرام وما إن قامت بزيارتها، و حول الفراعنة والطعام المصري وعادات الغذاء المصريّة على سبيل المثال.

ومن المحزن “أنّ كونك مصري مثير للاهتمام ، ولكنّه مثير للشبهة أيضا” كما قالت في مقالها في صحيفة ذي غلوب أند ميل.

“عليّ أن اقيّم الشخص الذي يسأل ولماذا يسأل، وإلى أيّ خلفيّة يعتقدون أنّني أنتمي، وهو أمر مرهق” قالت الصحفيّة المستقلّة كارولين شهيد.

ودعت من يريد أن يطرح عليها الأسئلة حول خلفيّتها أن يسأل نفسه بداية عمّا يريد أن يعرفه بالتحديد.

استمعواAR_Reportage_1-20200107-WRA10