لبنان: حدّة التوتّر مرتفعة في الشارع وعلى الساحة السياسيّة

RCI | العربية - مقابلة

حركة الاحتجاج السلميّة التي انطلقت في لبنان قبل نحو شهرين تطوّرت في الأيّام القليلة الماضية، ويشهد الوسط التجاري في العاصمة بيروت منذ عدّة أيّام مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنيّة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى. وأطلقت قوى الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين متسبّبة بإصابة العشرات بجروح. واليوم، أعلن الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عن تأجيل الاستشارات النيابيّة لتكليف رئيس وزراء بتشكيل الحكومة في وقت اندلعت المواجهات الليلة أيضا بين المتظاهرين وقوى الأمن. وقد دعا المبعوث الخاص للأمم المتّحدة يان كوبيتش إلى اجراء تحقيق في الاستخدام المفرط للقوّة من قبل الشرطة. و حذّرت وزيرة الداخليّة في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن من وجود عناصر مندسّة ودعت المتظاهرين إلى الخروج من الشارع . تناولت الأوضاع في لبنان مع المحامي الأستاذ روك فغالي مؤسّس ورئيس لجنة حماية حقوق المغترب في نقابة المحامين اللبنانيّة. الموجود حاليّا في الولايات المتّحدة التي انتقل إليها من كندا. وأثناء وجوده هنا، التقى الأستاذ فغالي المحامي جوزيف دورا، ممثّل لجنة الحقوقيّين المغتربين في كندا وجرى التنسيق لتفعيل وتنشيط الخطوات المتعلّقة بحماية حقوق المغتربين. كما زار المحامي فغالي برفقة الأستاذ دورا ، عضو مجلس بلديّة مونروايال، مقرّ البرلمان الكندي في أوتاوا حيث التقيا بعدد من النوّاب الفدراليّين. يقول الاستاذ فغالي ردّا على سؤالي حول تقييمه للأوضاع في لبنان إنّ الشعور بالضغط الذي يمارس على الوطن ينتاب جميع اللبنانيّين. المحامي روك فغالي مؤسّس ورئيس لجنة حماية حقوق المغترب في نقابة المحامين اللبنانيّة/Facebook/روك فغالي وكان شخصيّا من بين المتحفّظين على الحراك ودعا إلى عدم إدخال العنف إليه كما قال، مضيفا بأنّ اقفال الطرقات عفويّا كان مقبولا في الأيّام الأولى للحراك ولكنّه لا يمكن أن يستمرّ، ومن حقّ من يشاء أن يتظاهر ويبدي رأيه، ولكن لا يحقّ منع الآخرين من عدم التظاهر . ولكنّ الأمور أبعد من إقفال الطرقات، ووزيرة الداخليّة في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن تحدّثت عن وجود مندسّين في الحراك ودعت المتظاهرين للخروج من الشارع. يقول الأستاذ فغالي إنّ العنف يجرّ العنف، وقد تطوّرت الأمور لتصبح دمويّة، مع احتمال العودة إلى الحرب الأهليّة لا سمح االله كما يقول المحامي روك فغالي الذي يستغرب عدم وجود قيادات للحراك. و لا يمكن لحراك بهذا الحجم، ولشبه الثورة، لأنّه لا يمكن تسميتها بالثورة كما يقول الأستاذ فغالي، أن يكون من دون قيادات. ويأمل في أن تكون للحراك قيادات تضبط ما يجري وذلك حفاظا على اهداف الثورة الحقيقيّة، وهي الأمور الوطنيّة والأوضاع الحياتيّة التي يعاني منها الشعب اللبناني. شرطة مكافحة الشغب في مواجهة المتظاهرين في وسط بيروت التجاري في 15-12-2019/Mohamed Azakir/Reuters ومن الضروري حسب قوله أن تعمل وزارة الداخليّة على التخفيف من العنف إلّا في حال كان هنالك عنف مقابل، ومن الضروري بالطبع حماية عناصر الأمن. ويشير الأستاذ فغالي إلى التغيير الذي حصل بعد مؤتمر الطائف، الذي أوجد مّا يسمّيه كارتيل طوائف، بدل نظام حقيقي يجمع بين كلّ اللبنانيّين. ومن غير الممكن ايجاد نظام مدني وروح وطنيّة شاملة، ولا يمكن تنظيم العلاقات بين الطوائف، ولم يكن من الممكن تجاوز الاعتبارات الطائفيّة، و حدثت أخطاء في التطبيق وتفاعلت، ونجم عن ذلك ثغرات دستوريّة. وهنالك ثغرة في التشكيلات حاليّا، لأنّ القوّات اللبنانيّة والتيار الوطني الحرّ والكتائب التي تمثّل فعليّا التمثيل المسيحي ، تعاارض تسمية سعد الحريري لتشكيل الحكومة. ومن حقّ رئيس الجمهوريّة تأجيل الاستشارات كما فعل، و الرئيس لم يخالف الدستور كما قال البعض لأنّ الدستور لا يحدّد مهلة لاجراء الاستشارات، وقد أجّلها لبضعة أيّام على أمل أن تتغيّر الأوضاع وتتحسّن. ويشير الأستاذ فغالي إلى لقاء جمعه في واشنطن بالدكتور توفيق بعقليني رئيس منظّمة حماية حقوق المسيحيّين في الشرق، الذي أمكنه التوصل إلى موافقة من الرئيس الأميركي لدعم مسيحيّي الشرق واعطائهم حقّهم وأكثر كما يقول روك فغالي، الذي يضيف بأنّ الدعم الاقتصادي للبنان مشروط بتشكيل حكومة تكنوقراط. وتأليف حكومة تكنوقراط دونه عقبات في ظلّ الدستور ، و لا يمكن أن يكون الرئيس سعد الحريري عضوا في حكومة تكنوقراط لأنّه ليس تكنوقراطيّا ، ومجلس الوزراء جزء لا يتجزّأ، فإمّا أن يكون الوزراء جميعا تكنوقراط أو جميعا سياسيّين . والسياسيّون يمثّلون الطوائف تطبيقا للدستور كما يقول المحامي الأستاذ روك فغالي مؤسّس ورئيس لجنة حماية حقوق المغترب في نقابة المحامين اللبنانيّة في ختام حديثه لإذاعتنا.