NOHA Podcast - Season 3 - episode 5 - ظاهرة دِيْ چاڤو أو وهم سبق الرؤية أو تكرار الاحداث

NOHA Podcast

و دلوقتى هتكلم عن ظاهرة دِيْ چاڤو أو وهم سبق الرؤية أو تكرار الاحداث . و وهم سبق الرؤية أو ديجاڤو هى كلمة فرنسية تَعني "شوهد من قبل"، في إشارة إلى ظاهرة أُطلق عليها هذا الاسم العالم Emile Boerck اميل بَرك في كتابه مستقبل علم النفس . ويقسمها بعض علماء النفس إلى ثلاثة أنواع و هى : déjà vécu " ( ديجافيكو ) اى تم رؤيته سابقاً", وdéjà senti (ديجاسونتيه) اى تم الشعور به سابقاً وdéjà visité (ديجافيزيتيه) اى تم زيارته سابقاً. وديجا فو هي الشعور الذي يشعر به الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل . و يلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة" أو ما سماه عالم النفس فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة". و التجربة السابقة التي يهيأ لنا بأننا عشناها عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا ولكن في بعض الحالات ثبتت بأن فعلاً ما نشعر بأنه موقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يُعاد. و التفسير العلمي الأكثر دقة لهذه الظاهرة ربما يرجع إلى شذوذ الذاكرة حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل لكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف "السابق" (أين, متى, كيف). و عندما يمر الوقت, الشخص يستطيع استرجاع بعض التفاصيل المشوّشة في الحدث الجديد ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى (والتي كانت في باله عندما كان في الحدث الجديد!) وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. حيث الأحداث تُختزن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخ البشري وتعالج هناك. و الدماغ يختزن الذكريات في منطقة عروية في وسطه تسمى الحصين لكن دراسة جديدة تفترض ان جزء صغير منه يسمى التلفيف المسنن مسؤول عن الذكريات المتسلسلة , اي التي تسمح لنا بالتمييز بين الاحداث والمواقف المتشابهة . و هناك أيضا تفسير علمي آخر لظاهرة (دِيْ چاڤو) وهذا التفسير يتعلق بحاسة البصر حيث النظرية تقول بإن إحدى العينين تسجل الحدث أسرع قليلاً عن العين الأخرى, فبعد لحظات قصيرة عندما يقع الحدث , يُخيل لنا بأننا رأينا هذا الموقف من قبل! لكن من عيوب هذه النظرية أنها لا تقدم تفسير لتداخل الحواس الأخرى في الحدث , كالسمع واللمس وأيضا من عيوب هذه النظرية بأن الــ(دَيْ چاڤو) حدث عند أُشخاص لا يرون إلا بعين واحدة . و على كل حال هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بشكل عام بقول إن هناك عدم توافق زمني في تسجيل الأحداث في نصفي الدماغ الأيمن والأيسر. و بعض العلماء حاول إيجاد رابط بين ظاهرة (ديجا ڤو) وبين بعض الأمراض النفسية كانفصام الشخصية والقلق ولكنهم فشلوا. و ليس هناك أي علاقة بين هذه الظاهرة وبين هذه الأمراض. العلاقة الأقوى وُجِدَت بين (دَيْ چاڤو) و مرض صرع الفص الصدغي في المخ. وهذه العلاقة قادت بعض العلماء للتأكيد بأن هذه الظاهرة هي نتاج لخلل في عملية تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ. و الكثير من الناس يشعر ب"رعشة" سريعة في بعض الحالات (قبل النوم بلحظات), وهذه الرعشة يرجّح بأنها تحدث أثناء الـ(دَيْ چاڤو) مما تسبب شعور خاطئ في الذاكرة. و الذين يشعرون بهذه الرعشات على الدوام, يعانون من تكرار حالة (دَيْ چاڤو) ولكن أغلبها يكون صوتي، حيث يُخيّل لهم بأنهم سمعوا هذا الصوت من قبل. و بعض الأدوية ترفع نسبة حدوث الـ(دَيْ چاڤو) و في عام 2002, تمكن عالمان من دراسة رجل ظهرت عليه علامات الـ(دَيْ چاڤو) عندما تناول دواء الـ (أمانتادين) و (فَنيلبروبانولامين) لعلاج أعراض انفلونزا حلّت به. في الحقيقة, هذا الرجل أحبّ هذا الشعور وأكمل الدراسة وبدأ يزور طبيبه النفسي لتسجيل ما يشعر به. و هذان العالمان وصلا لنظرية بأن الـ (دَيْ چاڤو) هو نتيجة تأثير المعدلات العالية من مادة الـ(دوبامين) أحد الموصلات العصبية للمخ على بعض الخلايا في الفص الصدغي للمخ. و الشبه بين المقدمات التي تحفّز ظاهرة الـ(دَيْ چاڤو) وبين تلك التي تحفّز بعض الذكريات في المخ هي تفسير آخر. أي أن بعض المشاعر الحالية تجلب لنا تفاصيل حوادث سابقة في الماضي فهنا تحدث ظاهرة الـ(دَيْ چاڤو). هذا التفسير يتيح للعلماء تطوير العديد من الأبحاث التي من شأنها أن تخلق حالات (دَيْ چاڤو) حسب الطلب لدراستها تحت ظروف علمية. و بعض العلماء يعتقد بأن الـ(دَيْ چاڤو) تتعلق بوظيفة الإدراك المألوف في الذاكرة. وأيضا هناك تفسير آخر يقول بإن الـ دَيْ چاڤو ما هي إلا نتيجة معلومات قد تعلمناها من قبل ولكن نسيناها والآن استطعنا استرجاعها فيُخيّل لنا بأننا نعيش الموقف مرتين و المخ البشري لا يحذف أي معلومة سجلها حتى إن نسيناها. تقديم و تصميم وإعداد و مونتاج و إخراج نهى نصار شكراً لحسن إستماعكم