مؤسسة هينرش بُل، مؤسسة ألمانية سياسية، وهي جزء من حركة السياسية الخضراء التي تطورت عالميا كردة فعل على السياسات التقليدية. يعمل مكتبنا في الشرق الأوسط - بيروت على تعزيز القيم الخضراء للمؤسسة في المنطقة من خلال العمل عن كثب مع المنظمات الشريكة المحلية والأفراد في جميع أنحاء لبنان وسوريا والعراق لخلق مجتمع يحظى بالعدالة البيئية والاجتماعية. أُقتُبس اسم المؤسسة من الكاتب والحائز على جائزة نوبل «هينرش بُل» ويجسد القيم التي ندافع عنها: الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وتعزيز المشاركة المدنية والت ...
…
continue reading
ترن كلمات الإعدام بين جدران الممر الأعزل. تضيق أنفاسي، كأني أحمل جرفاً صخرياً بين ضلوعي. ينتفض جسدي مع قرارات الإعدام التي تتطاير من أوراق الحكم. يأتي صدى رميها فوق أرض الممر المحاط بالغرف، ليغازل خيالي. يصمت الرجل كأنه يلتقط أنفاسه الأخيرة، يهذي بكلمات غير مفهومة، تبدو ليبية اللهجة. يعود للإعلان: "عبد السلام المحمد، إعدام، خالد بنيان، إعدام". يضحك…
…
continue reading
عقب عشرين دقيقة قطعتها العربة عابرة من حي إلى حي ومن شارع إلى شارع بطريقة تضليلية، توقفنا. سألني جاري المسلح جيداً إن كنت جائعاً، والمفارقة أنني كنت أتضور من الجوع. اشتروا شطائر الفلافل وكولا، ولي مثلهم. تابعت العربة رحلتها، إلا أن الأجواء المحيطة تغيرت، يبدو أننا خرجنا من المدينة. انخفضت ضوضاء السيارات العابرة للطريق، وبعد دقائق قطعتها عربتنا على …
…
continue reading
وسط صراع أسئلة الرحيل تبقى الحياة أشد حضوراً، فأسرق قطعة صابون من تلك التي أعطاني إياها أبو حيدر، وأدسها في جيبي. لحظة انتهيت من مهمة التنظيف، وأخذني المحقق إلى الحمام لأنضم إلى زملائي، أعلنت لهم عن اقتناص قطعة الصابون. "كان لازم يموت حدا لنحصل صابونة؟؟" علق أبو منار على الإنجاز بصدمة فرح وغبطة اعترته كما البقية. بعض التفاصيل في السجن تكبر فتصير ان…
…
continue reading
صباح اليوم التالي، سرد لي عبد الله تفاصيل زيارة أخيه له في زنزانتنا. جاء إلى نافذة الغرفة، ليلقي عليه التحية ويطمئن على صحته واحتياجاته. وجه أخيه بشوش وضاحك وراضي، يبث فيه السلام والإيمان بأن خروجه من سجنه بات قريباً. كلنا يعرف أن عبد الله يهذي، فلا زيارات هنا ولا أخوة يربتون على أكتافنا لننام بسلام. أسوار تعلو فوق حراس مسلحين يقفون على حصيرة من ال…
…
continue reading
يسيل الوقت ببطء وكثافة ورتابة، كأنه قطرة نفط ثقيلة تتدحرج فوق تراب صحراوي. مر يوم أو اثنان، بت لا أدرك الزمن، قبل أن يطلبني السجان ثانية. بذات الطريقة المتبعة في هذا المكان، الوجوه إلى الجدار. يفتح الباب، ويناديني بلهجة سورية بيضاء: "سفرجلاني"، أجيبه بـ "نعم"، وانتظر الأمر التالي. يخرجني من الغرفة ليأخذ كلمة سر حاسوبي المحمول. وقفت قريباً منه، دون …
…
continue reading
أرفع نفسي من تحت أقدام الحراس، وأقف على الجدار. تصلني من غرفة التحقيق أصوات موسيقا، ظننت بأنها هلوسة، فهذه موسيقا الميتال التي أحبها. الصوت يصير قريبا بالتدريج، ثم ينفجر السؤال المنتظر. "هل تعرف بأنها موسيقى عبدة الشيطان؟ هل تعبد الشيطان؟". رفضت الاتهام كليا، لمعرفتي أنها جريمة حقيقية بالنسبة لهم، قد تكون نهايتها الإعدام دون تأخير. بررت سماع هذه ال…
…
continue reading